بداية وقبل كل شيء أود القول: إن اليمن حكومة وشعباً، أرضاً وإنساناً، هو الفائز الأول ببطولة خليجي عشرين، وهذا ما أكده فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في لقائه مع اللاعبين والقيادات الرياضية اليمنية, فاليمن لا شك هو الكاسب الأكبر في هذه البطولة الرياضية الكروية الخليجية باستضافته وإعداده لها وتنظيمها بشكل ناجح ومميز، رغم الإشاعات التي عكف البعض على ترديدها وترويجها ونشرها بين الحين والآخر، مثل زعمهم أن اليمن لن يستطيع تنظيم بطولة مثل بطولة خليجي عشرين، وأن الحكومة سوف تفشل في استضافة هذه البطولة، وستجد نفسها عاجزة وغير قادرة على التجهيز والإعداد والتنظيم لخليجي عشرين, وعمدت تلك الأوساط الإعلامية التي تسمي نفسها «معارضة سياسية» إلى الإضرار بالمصلحة القومية العليا من خلال السعي إلى تخويف الدول المشاركة في خليجي عشرين وثنيها عن المجيء إلى اليمن بترديد مزاعم أن اليمن بلد غير مستقر، وأن الوضع الأمني غير مستتب في محاولة يائسة لإفشال هذه البطولة.. فهل هكذا تكون المعارضة السياسية؟!. إن بطولة خليجي عشرين - والحمد لله - حققت نجاحاً أكثر مما كنا نتوقعه، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، بل هو الغاية المنشودة والهدف المرجو الذي طالما سعى اليمن إلى تحقيقه، وبذلت الحكومة اليمنية جهوداً استثنائية وغير عادية في الإعداد والتجهيز والتنظيم لاستضافة هذه البطولة وإنجاحها بما يليق بسمعة اليمن ومكانته التاريخية، فقطع الطريق على المشككين والمرجفين وخيب آمالهم وأحلامهم المريضة التي لا تريد لليمن أي نجاح حتى في استضافة البطولات الرياضية، والتي هي في الحقيقة شرف لكل اليمنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية, وعلى أية حال فقد كانت استجابة الشعب اليمني واعية ومسئولة تجاه هذه البطولة بما ألقت عليها من ألق وزخم زادها نجاحاً إلى درجة أذهلت ضيوف اليمن وهم يشاهدون شعباً يحتفل في شوارع عدن ويتفاعل بحماس على مدرجات الملاعب مع كل مباراة تنطلق من بدايتها حتى نهايتها، مما جعل معلق قناة «أبوظبي» الرياضية يسجل إعجابه بهذا الشعب وبهذه الجماهير الرياضية قائلاً: برغم أن المنتخب اليمني غادر البطولة إلا أن الجماهير اليمنية لم تغادر هذه البطولة، فمازالت تتفاعل وتشجع وتتحمس، وكأن لسان حالها يقول: ليس المهم من يفوز بالبطولة وإنما المهم هو نجاح هذه البطولة، وشتان ما بين موقف جماهير شعبنا وموقف المعارضة السياسية. إن نجاح بطولة خليجي عشرين التي تجري إيقاعاتها الرياضية في مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن الموحد, لم تعد مجرد حلم يراود خيالات اليمنيين الشرفاء والقيادة السياسية, وإنما أصبح هذا النجاح حقيقة واقعة كالشمس الساطعة، يشهد له كل المتابعين والمراقبين لهذه البطولة الرياضية من مختلف وسائل الإعلام الخليجية الفضائية التلفزيونية والإذاعية والصحفية، ويتجلى ذلك من خلال تصريحات رؤساء الوفود الرياضية المشاركة في بطولة خليجي عشرين على أرض اليمن السعيد في مدينة عدن ثغر اليمن الباسل, ومن خلال التقارير الإعلامية التي تحدثت عن النجاحات الكبيرة التي حظيت بها هذه البطولة لدرجة جعلت الكل يجمع على أن خليجي عشرين هي البطولة الأكثر تميزاً ونجاحاً في تاريخ بطولات الخليج العربي كلها، وهذا بحد ذاته نصر كبير وإنجاز تاريخي مشرف لليمن السعيد. ليس من شك أن مستوى منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي ظهر به في خليجي عشرين قد خيب آمال الجماهير الرياضية التي كانت تتوقع مستوى أفضل لمنتخب يلعب في أرضه وبين جمهوره خصوصاً بعد المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب في بطولة غرب آسيا والمباريات التجريبية التي لعبها المنتخب مع منتخبات لها سمعتها الرياضية الدولية, ولذا يجب التساؤل والوقوف على ما حدث من خسارة وخروج مبكر، ومعرفة أسباب ذلك، وتشخيص مكامن الخلل لتلافيها مستقبلاً والنهوض بالكرة اليمنية لتصبح نداً قوياً ومنافساً للكرة الخليجية. وهنا أستطيع القول: إن فخامة الرئيس قد وضع النقاط على الحروف والدواء على الجرح بتوجيهاته للقائمين على الرياضة في الجمهورية اليمنية بالاهتمام بدوري الكرة، وتشجيع روح التنافس، ورعاية اللاعبين وتشجيع المهارات والمواهب وتنمية هذه القدرات بشكل مستمر وتطويرها من خلال خلق دوري كروي قوي وأندية قوية كونها تمثل القاعدة الأساسية لوجود منتخب قوي يشّرف الكرة اليمنية، ويصل بها إلى انتصارات رياضية تسعد الجماهير اليمنية في اليمن السعيد. (*) باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني - أستاذ الإعلام بجامعتي العلوم الحديث والمستقبل [email protected]