في مؤتمر السلامة على الطريق الذي افتتحه رئيس الحكومة نفسه ما يثير في النفس أوجاعاً كان لها أول, لكن ليس لها آخر بشهادة هذه الإحصائيات التي حولت الطريق في اليمن إلى ساحات حرب. فالطريق في اليمن تشبه الثعابين في التواءاتها ورشاقتها, ولهذا فهي خطيرة, خطيرة, خطيرة. هي خطيرة لأن رشاقة الطريق يعني ضيقها, وليس في ضيق غير المواجهة, فيقع الحديد على الحديد, ويختلط الدم بالدم والصراخ بالصراخ. وهي ملتوية, وفي التواء الطريق ما يجعل صاحب السيارة الصغيرة في مواجهة مع قاطرة تأخذ اللفة ولا تترك له سوى التوقف وانتظار قدره أو الانزلاق إلى وادٍ القافز إليه ميت, والناجي منه معاق!!. الطريق أيضاً مليئة بالمطبّات الضرورية والمزاجية, ومليئة بالحفر الناتجة إما عن فساد التنفيذ وفساد إعادة التأهيل أو بسبب انتهاء العمر الافتراضي. ولهذا فالطريق عندنا ثعبان يجب التعاطي مع مشاكله بوعي ومسؤولية, وهو موضوع نقطة وفاصلة أخرى.