اشتعلت منابر المساجد في عموم بلاد المسلمين بضرورة قتال الكفار الملحدين الشيوعيين وتهيأ المؤمنون للقتال. فتحت الحدود (للمجاهدين) ضد الكفر والشيوعية، يؤازرهم القنوت في كل صلاة، وحشدت سجادات في أبواب الجوامع، لتلقف المساعدات من المصلين، وبذل الأغنياء مئات الملايين من الدولارات في سبيل الله.. وكان العرب في مقدمة المجاهدين، وظهرت كرامات خارقة - كما قيل – تثبت المؤمنين وكان نصر الله أكيداً. طرد المجاهدون الشيوعية في أفغانستان، بعد أن علموا يقيناً أن المجاهد لا يقل أجره عن كبار الأولياء المخلصين – بفتح الصاد وكسرها – ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. عاد المجاهدون إلى أوطانهم فرأوا أن يستمروا في الجهاد، بعد دورات (دعوية) مكثفة أقامها العلماء الرافعون للحملة الجهادية، الذين لم ينسوا أن يذكروا المجاهدين أن الجهاد والاستشهاد لا يكون مع الكفار وضدهم وحسب، ولكن ضد المسلمين، فكثير من الزعماء كفار، لأنهم أولياء لأمريكا وإسرائيل، ولأن بعضهم يشرب الخمر ويسمع الغناء، ثم لابد أن يعلن الجهاد ضد المسلمين الذين لا يقيمون الصلاة، فهم كفار... الكفر ملة واحدة ولا غير . بدأ هؤلاء المجاهدون بتفجير بعض المسئولين ثم بقتل المفكرين وإباحة دم أي كافر آخر، يقطع الصلاة وربما لأنه يلبس البنطلون ويتشبه بالكفار فيحلق اللحية ويلبس البنطال. ولم تستغل المساجد لتوعية هؤلاء المجاهدين المؤمنين بأن سفك دم المسلم يوجب لعنة الله بنص القرآن.