ما أجملك أيتها اليمن الغالية وما أبهاك! ما أجمل تباشير صباحك، وما أنبل خضوعك للشمس! ما أجمل حلم سهولك، وما أعظم أنفة جبالك! ما أجمل هدوء وديانك، وما أبهى سعة صدر صحرائك! ما أشد حنانك على أبنائك، وما أطول صبرك على أبنائك المنصرفين إلى تشويه حقيقتك من خلال أوهام صنعتها بنات أفكارهم، فضجيجهم يقابل منك بالابتسامة، وذنوبهم بالصفح والغفران!!. ما أنت أيتها اليمن العظيمة .. ألا تسمعي صفارة الإنذار .. إنها تملأ أذني كلما تبسمتِ لهم.. ازدادت الصفارات قوة، فصفارات الإنذار يا وطني الغالي بدأت تعلو وتتعدد الاتجاهات، متعددة الأقنعة والوجوه، فللمرتزقة صفارة، وللخونة صفارة، وللعملاء صفارة، وأخيراً للنساء صفارة، يطلقون صفارتهم هنا وهناك ويسمحون للآخر بالمرور عبرهم، وعلى أجسادهم غير آبهين بتبسُّمك، وأنا والجميع من أبنائك وبناتك نملأ آذاننا بصوتك.. نمني أنفسنا بك كي نحافظ على صلابة قامتنا، فأنت ِيا يمن المحبة عمودنا الفقري، شموخنا، ارتفاعنا، علياؤنا، قمتنا، طفولتنا، طيشنا، نضجنا، كهولتنا.. لهذا فشلت كل صفارات الإنذار وسقطت الأقنعة وتزلزلت الأرض من تحتهم، زلزال ينسف ما تبقى من رمق الحياة فيهم، فبهتت وجوههم وسقطت الصفارة من أيديهم. أعتذر عن عدم تسجيل موقف من أعظم الموقف المهين الذي مورس علينا، حال مثولنا للحضور، ومن ثم التفتيش، لانشغالي بتصفح وجوه كانت تثبت الصفارة على شفتيها بالدم، لاحقت بقلب الأم قبل عيني «نجود» تلك الطفلة، التي ارتمت بحضن الآخر، وفي وطنها مليون “قلب أم وأب” سيحتويها إذا هي بحثت.. ولكن السؤال: متى يتسنى لها البحث؟ وتلك المحامية التي برقت عيناها عندما صادفت عيني ولسان حالها يقول: يد «نجود» مقيدة إلى يدي بقيد من حديد لن يأخذ أحد مني «نجود»، فهي تجلب لي الكثير متى شئت ولو على حساب مستقبلها. فكرت كثيراً ماذا عسى ستقول تلك الهيلاري كلينتون، التي امتدحتها مقدمتها بمدح لا قبيل له وكأنها نموذج امرأة قادمة من السماء، وقامت بانتقاء الأشخاص، الذين نقلوا صورة عن اليمن بصفارة تعلن المرور على أجسادهم فقط، فهم في عداد الموتى بالنسبة لنا الآن، وذهبت منتشية، السؤال لا يهمني أعرف ما مقابل ذلك لها.. بقدر ما يهمني أعرف إلى متى الوطن سيظل يتبسم لها ولأمثالها؟.