في المقابلة التي أجرتها مجلة در شبيجل الألمانية عدد 42 \2002م مع الصحفية البريطانية فوني رايدلي Yvonne Ridley البالغة من العمر 43 عاماً سألتها: لقد كنت لمدة عشرة أيام رهينة الطالبان بعد أحداث 11 سبتمبر والآن تعلنين اعتناقك للإسلام لماذا؟ قالت رايدلي: عندما كنت في أفغانستان رهينة روعت بمنظر الطالبان وقسوتهم لقد بصقت عليهم وصرخت في وجوههم على آمل أن أؤثر عليهم فيطلقوا سراحي. قال لها فريق مجلة الشبيجل سائلاً: ولكن الغريب في قصتك الآن هذا الحب للإسلام. أجابت رايدلي: لقد كان اليوم السادس من اعتقالي عندما جاء إلي إمام من الطالبان وسألني إن كنت أريد اعتناق الإسلام؟ عندها أصبت حقاً بالرعب لأن قولي لهم لا بالرفض يعني إهانة دينهم وإن قلت لها نعم خنت ضميري وتظاهرت بالنفاق لآسري والتملق لهم. لذا قمت باختيار الحل الوسط فقلت لهم أنني سوف أقرأ القرآن بعد إطلاق سراحي. قالت مجلة الشبيجل معقبةً: الوعد وعد. أجابت رايدلي: هذا مؤكد وفي البدء كان مشروع إطلاع أكاديمي ولأنني بروتستانتية متدينة فقد حركت مشاعري تطويق كنيسة مولد المسيح بواسطة القوات الإسرائيلية ولم يتحرك رجل دين مسيحي ليقول شيئاً أو يدين الفعل. عندها شعرت بأن المسيحية فشلت. قالت لها مجلة الشبيجل: هل تعتبرين الإسلام بديلا؟ قالت رايدلي: على سبيل المثال قرأت ما يتعلق بحقوق المرأة في الطلاق فاكتشفت أنه لو أرادت هوليوود إخراج فيلم بمحامي بارع لما نجح فيما نجح فيه القرآن فتعجبت في نفسي وقلت لا يمكن أن يصدق المرء أن هذه النصوص قديمة. سألت الشبيجل بخبث: وما دور المرأة؟ أجابت رايدلي: إنه شيء مختلف عما كنت أفكر به باديء ذي بدء واليوم أعرف الكثير من النساء المسلمات اللواتي يدعمن بعضهن بعضا بما يجعل حركات تحرير المرأة في بريطانيا ليست بذي بال. والقرآن بذاته ليس المشكلة ولكن ما يفعله به البعض. ولقد تمنيت بعد إطلاعي على القرآن والأشياء الكثيرة التي تعلمتها عن الإسلام أن أكون قد عرفتها من قبل حتى أنور عقول أولئك الجهلة من الطالبان بنور القرآن. هذه القصة تحكي ثلاث حقائق أن من يقف أمام انتشار الإسلام هم طوائف من المسلمين. وأن ترجمة القرآن ونشره في العالم أهم من كل غزوة وهجوم مسلح وتفجير سفارة ومرقص وحانة ودكان أشرطة فيديو. وثالثا أن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية فمع كل ضعف المسلمين يدخل الناس في دين الله أفواجاً. ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.