ينعقد الاتحاد البرلماني .. للبرلمانيين العرب في (دولة قطر – الدوحة) ويأتي اجتماع البرلمان العربي في ظروف عربية بالغة الدقة والخطورة تستدعي أن يقف البرلمانيون العرب أمامها بمسؤولية وجدية وإخلاص، وأمانة وصدق, فما تعانية الأقطار العربية (شعوباً، وأنظمة) ليست إلا نتاجاً لعدم قيامهم بدروهم وبالمسؤولية المناطة بهم والتفويض الذي خولهم تولي تمثيل الشعوب العربية وتحقيق مصالحهم والسعي لحماية حقوقهم المادية والمعنوية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. كما انهم قصروا أو لم يقوموا بالرقابة والمحاسبة والمساءلة والعقاب للحكومات العربية ومتابعتها من النواحي الدستورية والقانونية لمعرفة قيامها بواجباتها ومهامها المنوطة بها تجاه الشعوب والتأكد من سلامة واستقامة ونزاهة وطهارة أدائها وتنفيذها لبرنامجها الذي وعدت بتحقيقه أثناء بحثها للحصول على الثقة من مجالس النواب (البرلمانات العربية) وما عدا ذلك من الصلاحيات والمهام الدستورية والقانونية التي تخولها الدساتير والقوانين العربية. إن أول سؤال يجب ان يناقشه البرلمانيون العرب في الدوحة هو السؤال التالي: من تمثل البرلمانات العربية ؟! وهل هي مؤسسات موظفة، ام مؤسسة شعبية تشريعية؟! إن البرلمانات العربية وهي المنتخبة من قبل الشعوب العربية كي تمثلها وتحافظ على مصالحها وعلى حقوقها وكي تمثل باسم الشعب الذي صوت لها آلية رقابية ومحاسبية على الأنظمة العربية.. ومن صلاحياتها الدستورية ان تقوم نيابةً عن الشعب بإجازة ومتابعة الأنظمة ودعمها في كل ما يحقق المصالح العامة، بل وتوصي وتلزم الانظمة بما يحقق مطالب الشعب، ويحل مشاكله وان توقف وتلغي وتبطل أي سياسات أو قرارات من قبل الأنظمة تمس بالإضرار حياة الشعوب .. وما يندرج تحت ذلك من جزئيات ومصالح. البرلمانات العربية ليست مؤسسات ديكورية، ولا دمى يحركها الحكام كيف يشاؤون .. بل هم من يحركون ويوجهون الأنظمة ويلزمونها بتوجهات وسياسات وقرارات تتفق وهموم الأمة ومصالحها وتحقق أمنها واستقرارها وسلامها الاجتماعي والحياتي والمعيشي ويحفظ كرامة وحرية المواطن العربي. لكن يظهر ان الظروف الخطرة والدقيقة التي تعاني منها الأنظمة والشعوب العربية هي ناتجة عن تقصير بل لعدم قيام البرلمانات العربية بمهامها تجاه الشعوب لتتحول السلبيات إلى ظلم وقهر وفقر وبطالة تعاني منها الشعوب .. والوصول بالأقطار العربية إلى هذه المرحلة السيئة والخطيرة .. فهل يراجع ويفهم البرلمانيون العرب أن ما نحن فيه بسببهم؟!.