طالعنا ملحق "ألوان" الجديد لصحيفة الجمهورية في عدد الخميس 27 يناير 2011م، بأسفل صفحته الأخيرة بخبر حمل عنواناً فرعياً: أحمد فتحي وابنته بلقيس (بنت القبايل) مشروع دويتو جديد، تضمن استعداد الموسيقار أحمد فتحي وابنته الشابة بلقيس، لتسجيل عمل فني "دويتو" سيصدر قريباً عن مؤسسة روتانا، وقد وصفه الفنان بالعمل الأول من نوعه، الذي يجمع والداً بابنته في حوار غنائي، مضيفاً في التصريح الخبر: أن فكرة الدويتو تدور حول فتاة بدوية تلتقي فجأة بشاب، فيعجب بها ثم يحاول أن يطلبها للزواج، لكن العادات والتقاليد ترفض مثل هذه التصرفات....الخ هذه خلاصة لخبر "ألوان الجمهورية"، ولكن الحقيقة التي يجب أن نقف عندها لكي نعيد الحق الأدبي والفكري والفني لأصحابه، خاصة ونحن نحتفي بالذكرى الحادية عشرة لرحيل عملاق الأغنية الحضرمية – شعراً ولحناً – حسين أبي بكر المحضار تجعلنا نهمس في أذن الموسيقار أحمد فتحي: إن كنت لا تعلم بأن هناك أوبريتاً غنائياً ممسرحاً مشهوراً بمسمى (بنت القبايل) من كلمات وألحان شاعرنا المحضار عالج قضية عادات وتقاليد الزواج في بادية حضرموت وكانت بدايته المطلع الرائع: أعشق أنا قريتي وأعشق هواها ما يطيب لي العيش في قرية سواها مُثِّل وعرض هذا الأوبريت الغنائي على خشبة أكثر من مسرح في بلادنا، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي فتلك غفلة منك وسقطة فنية، وإن كنت تعلم فالمشكلة أكبر من الزلة وأكثر من السقطة، والأكثر مدعاة للغرابة أن تصريح الفنان الكبير يشي بجدية الفكرة وحداثتها وهذا غير صحيح، إذ إن فكرة عمل المحضار الشعري الغنائي المسرحي تستند إلى الثيمة نفسها والسيناريو الحواري ذاته، فأي جديد وأية جدة في ما سيقدمه الموسيقار أحمد فتحي مع ابنته بلقيس، إلا في أن تجربة أحمد فتحي وابنته ثنائية (دويتو - ديالوج) في حين كانت التجربة المحضارية (أوبريت – مسرح غنائي استعراضي) مع اعترافنا بأن الإبداع الإنساني الفني ينفتح على تناولات متعددة وفقاً وتباين الرؤى وتنوع المعالجات، ولكننا نربأ بهذا الفنان الكبير أن يقع في مثل هذه السقطات الحقوقية التي بالإمكان تلافيها بالبحث عن مسمى آخر للدويتو المزمع تسجيله مع ابنته، وفي ظني أن الطرافة والجدة في الموضوع، تكمن في أن الفنان يتحاور في عمل ديالوجي غنائي مع ابنته الحقيقية وهو ما يضيف شيئاً من التوتر الانفعالي والدرامي للمتذوق المستمع أو المشاهد الذي يدرك حقيقة الأبوة للفنان وابنته. وفي خاتمة هذه الهمسة نأمل أن يتأمل الموسيقار حقيقة التفرد والخصوصية للشاعر والملحن الكبير حسين أبي بكر المحضار، وألا يكون أداة من تلك الأدوات التي تمارس العبث بتراثنا الغنائي والفني وتستحوذ عليه وتبدّل وتغير فيه دون حسيب أو رقيب، وهذه وتلك حكاية أخرى.. قد تفتح ملفها “ألوان” الجمهورية يوماً، وكفى!.