العفة، الاستقامة، الإخلاص لله وحده، فضائل ومكارم نادى بها ديننا الإسلامي الحنيف وجميع الديانات الأخرى، وحاربت هذه الديانات مجتمعة الرذيلة والفسوق والفجور. وتفرز الحياة أنماطاً من الاثنين: العفة والفجور، تلعب الأسرة دوراً حاسماً في تشكيلها وتكوينها لأسباب موضوعية وذاتية. ويتحدث علماء النفس عن أسباب نفسية واجتماعية وأحيانا جنسية في انزلاق المرأة والرجل معاً إلى الرذيلة والمعصية وجرم الخيانة الزوجية. وتنتشر الخيانة الزوجية والرذيلة والانحلال الخلقي في المجتمعات الغربية بشكل واسع نتيجة طبيعية لاتساع دائرة هذا الانحلال وضعف الترابط الأسري وانهيار القيم وأسباب أخرى. ولهذا ظهر في تلك المجتمعات التي نطلق عليها مجتمعات مدنية وحضارية أمور خطيرة تفتك بالأخضر واليابس لعل أبرزها مرض (الايدز) أو (السيدا) كما يطلق عليه في فرنسا. والايدز مرض لا يحتاج إلى تعريف وينتقل لأسباب عدة منها الزنا واللواط وتعاطي المخدرات, وطرق الوقاية منه الاستقامة والعفة ومحاربة الرذيلة والفسوق في المجتمع، واتضح للعلماء ان فيروس الايدز قد انتشر غالباً دون ملاحظة أحد في جميع العالم وبلغت آثاره إلى درجة الوباء العالمي. ويبدو أن انتشار هذا المرض قد بدأ في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي في الأمريكيين واستراليا وغرب أوروبا وفي الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي ومتعاطي المخدرات بالحقن في المدن الكبيرة في هذه القارات, كما ينتشر هذا الوباء في جزر الكاريبي ووسط افريقيا وشرقها بين الرجال والنساء والأطفال الذين يمارسون الدعارة. الفيروس ينتشر اليوم في جميع البلدان وقد بلغت حالات العدوى منذ ظهور المرض وحتى أواخر العام الماضي أرقامًا فلكية وخطيرة. وفي العالم العربي والإسلامي انتشر هذا الوباء وتخفي الحكومات الأرقام الحقيقية لحجم هذا المرض الذي تدل خطوطه البيانية على ارتفاع مخيف له، لبعد البعض عن قيم ديننا الإسلامي الحنيف في المقام الأول، وتقاعس بعض الحكومات عن ردم بؤر الرذيلة والعصيان والفساد الخلقي. وفي بلادنا ظهرت حالات ليست قليلة معظمها وافدة ولكنها تعطي مؤشراً خطيراً لوجوده بيننا لانتشار بعض بيوت الدعارة الخفية، والخيانات الزوجية والزنا ولأسباب عدة منها العوز والفقر أو لكسب المال الملوث بفيروس الايدز. وتبذل الحكومة جهوداً كبيرة في مكافحة هذا المرض بتنسيق وتعاون مع الاتحاد الأوروبي, الأمر الذي أدى إلى تراجع طفيف لا نتشاره على مستوى محافظات الجمهورية. إننا أمام (محك) وكارثة محققة إذا لم تتضافر كافة الجهود السياسية والطبية والعلماء وأجهزة الإعلام لتبيان خطورة هذا المرض ومسببات هذا الطاعون الأسود. (والله من وراء القصد).