يعتمد أصل القصص الألفية على حادثة معبّرة عن مشكلة المرأة المركزية في المجتمع. فالملك شهريار جاءه أخوه ليشكو له خيانة زوجته, ولكن أخاه بدوره اكتشف خيانة زوجة الملك شهريار. ومن هنا تبدأ حبكة الروايات الألفية, فالرجلان انطلقا في الأرض ليريا مصيبة أحد أكبر من مصيبتهما حتى كان اليوم الذي رأيا عملاقاً يخرج برأسه من لجة الماء ثم يستلقي على الشاطىء بعد أن ينزل من رأسه صندوقاً احتفظ به لزوجته, وتخرج الزوجة من الصندوق لتفعل أي شيء أن تطلب الفاحشة مع الرجلين ثم لتقول المرأة إنه لا شيء يحجز المرأة عن الفاحشة إلا ضميرها. ويرجع شهريار إلى قصره وقد امتلأ حقداً على كل أنثى ليبدأ بالزواج كل ليلة من واحدة ليقوم بإعدامها في الصباح, وتتوالى الأيام وتتعاقب الإعدامات, حتى قامت شهرزاد الذكية بحل المشكلة كما يفعل علماء النفس, فتقدمت لتكون زوج الجبار, وفي الليلة الأولى تقفز إلى الواجهة أختها دنيازاد التي تطلب من أختها أن تروي حكاية وتبدأ الحكاية الأولى برجل الأحلام الفقير، والحياة حلم وتحت أقدام كل واحد منا ثروة عليه اكتشافها. تقول القصة إن رجلاً غنياً في بغداد نكب في ثروته, فأصبح من البائسين حتى كانت الليلة التي رأى فيها في المنام أن يذهب إلى مسجد في القاهرة فيعثر على ثروة, ولكن مصيره كان السجن بعد أن رابهم أمره وبحثه. وعندما جاءه رئيس الشرطة حدّثه بمنامه فضحك منه, وقال: لقد رأيت في المنام هذه الليلة ما رأيت, ثم بدأ يقص عليه مكان بيت الغني البغدادي, وهو يتعجب من دقة وصف بيته البئيس, ثم أطلقه رئيس الشرطة, فلم يكن أكثر من غبي. وعاد الرجل بسرعة على ظهر حماره ليفتش بيته وليعثر على كنز هائل ولكن شهريار قطعت القصة من منتصفها ولم يكن بد للملك أن يؤجل حكم الإعدام حتى يعرف نهاية الحبكة. وهكذا توالت القصص, قصة خلف قصة, وقصة في قصة في منعرجات ذهنية ما لها من قرار. وعندما وصلت إلى قصة عاطف رقم 242 حكت قصة هارون الرشيد وهو يتصفح كتاباً ثم يطلق ضحكة مجلجلة ويتعجب الوزير إلى درجة القلق والخوف من شدة ضحك أمير المؤمنين, ثم لينطلق في سلسلة مغامرات لا نهاية لها, وبعد عودة طويلة سارع إلى نفس الكتاب ليعرف سر ضحك مولاه ليعرف أنها كانت قصص مغامراته. وعند هذه القصة عفا الملك عن شهرزاد, وتابعت قصصها حتى القصة الواحدة بعد الألف, ليكتشف الملك أنه أصبح عنده ذرية منها. والقصة كما يقول علماء النفس تدخل إلى اللا وعي ويعشقها الأطفال, وتقوم بترميم النفس المهدمة المحطمة المنشطرة والإجرامية كما حصل مع شهريار, فقامت بعلاجه على نحو غير مباشر, ولا أصح من التلميح دون تصريح.