تضاربت الأنباء حول حقيقة الأحداث التي شهدتها ساحات الاعتصامات في العاصمة صنعاء بعد صلاة الجمعة بين الرواية الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية والمدعمة بالصور الحية للأحداث بعد وقت قليل من بدئها والتي أوضحت جانباً من المعركة المحتدمة بين المواطنين القاطنين في تلك الأحياء السكنية والمعتصمين, وما نقلته قناة الجزيرة من مشاهد مؤلمة للقتلى والجرحى عقب الحادث «وهي دائماً ما تقول إنها لا تظهر المشاهد المؤلمة.. فكيف لها إبراز كل المناظر» وعدم بثها لأي مشاهد لما تسميه اقتحام رجال الأمن لساحات الاعتصام رغم نقلها المباشر لكل ما يجري في الساحة .. فأين كانت كاميرا الجزيرة أثناء الأحداث، رغم أنها استمرت لأكثر من 3 ساعات حسب شهود عيان حتى تدخلت أجهزة الأمن عبر فرق مكافحة الشغب. وما أعادت بثه أكثر من مرة وتقول إنها حصلت عليه من مشاهد لرجال مدنيين يطلقون النار من على سطح أحد المنازل لا يذهب بعيداً عن الرواية الرسمية ويفند ادعاءها في اقتحام رجال الأمن لساحات الاعتصام. لا يختلف اثنان على التغطية الخبيثة والبعيدة عن المهنية والأخلاق لقناة الجزيرة، حتى الطرف المستفيد يدرك ذلك، لكنه يرى أنها تحقق مصالحه، وعلى الرغم من انها لا تبث آراء ومواقف الطرف الآخر أو حتى آراء المعتدلين وتركز مادتها الإعلامية على كل ما يزيد من التصعيد واستخدام كل المفردات والمصطلحات التي تزيد من حالات الاحتقان، فإنها تكذب بطريقة فجة, ويلام على ذلك مراسلوها, فقال مراسلها عصر الجمعة إن دبابات ومدرعات تنتشر في مداخل ساحات الاعتصام بمدينة تعز فخرجت أتجول في كل الجولات المجاورة لمحطة صافر فلم أجد دبابة أو مدرعة .. شاهدت الأطقم العسكرية المتواجدة بصورة دائمة منذ بداية الاعتصامات ولا أدري ماذا يريد مراسل الجزيرة من تسريب مثل هذه الأخبار. إننا هنا ونحن ننقل المشهد الإعلامي لتغطية الحدث لا نعفي وزارة الداخلية من مسئوليتها في حماية المعتصمين وتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الإطار، فالجميع يمنيون ووزارة الداخلية مسئولة عن حماية كل اليمنيين خصوصاً أن الاحتكاك المستمر بين المعتصمين والمواطنين قد تجاوز حدوده الآمنة وأصبحت نذر اندلاع اشتباكات بين الطرفين واردة ولا تحتاج إلى إشعال الفتيل. مسئولية اللجنة التي شكلها فخامة رئيس الجمهورية تزداد صعوبة وتعقيداً بسبب الضغط الإعلامي والسياسي، كما أن على الطرف الآخر في ساحة الاعتصام التعامل مع الحادث كقضية جنائية بالدرجة الأولى وتجنب البعد السياسي حتى تتكشف حقيقة الحادث والأطراف المستفيدة من إشعاله، خصوصاً أن جهوداً سياسية كانت تبذل من أطراف محلية وخليجية للوصول إلى حل للأزمة التي تعصف بنا. الكثير من الشباب في ساحات الاعتصام ينطلق بعفوية في مواقفه .. أجهدته الظروف وأعاقته عن تحقيق أحلامه وطموحاته، ووجد في هذه الساحات متنفساً للتعبير عن معاناته وإيصال صوته للجهات الرسمية، لكنه لا يدرك حقيقة ما يدور وراء الكواليس وكيف يتم استغلال اندفاع هؤلاء الشباب في تمرير رسائل أو إبطال جهود تبذل لحقن دماء اليمنيين، فندعوهم للمحافظة على سلمية الاعتصامات والتصدي لأية محاولة لتفخيخها من الداخل وحمايتها من المتطفلين عليها لجني ثمارها أو استغلالها حزبياً وسياسياً بصورة فجة «رغم إدراكنا أن هذه الاعتصامات قد خطفت من اللقاء المشترك الذي خطف هو أيضاً من أمين عام لجنة الحوار» وعليهم إدراك أن كل الأحداث السابقة يقف وراءها مستفيدون من الطرفين، كما نطالب بحماية هذه الاعتصامات أمنياً من قبل الأجهزة الأمنية ومنع أي احتكاك قد يحدث بين المؤيدين للرئيس والمعارضين، وإبعاد كل الأسباب المؤدية إلى إثارة فتنة جديدة، واتخاذ كافة التدابير التي تمنع استغلال هذه الاعتصامات لتفجير الأوضاع. - هل من الضرورة الوصول إلى التغيير على أشلاء اليمنيين؟؟ - هل نستخدم لغة العقل والمنطق بديلاً عن لغة العنف وتفخيخ الشباب ؟؟ - هل تعود الحكمة اليمانية إلى الخطاب السياسي في اليمن؟؟