هناك الكثير من الأمراض المستعصية كالسرطان والسكر والفشل الكلوي أصبحت منتشرة وأصبح الكثير من المصابين بمثل هذه الأمراض من الفقراء الذين لا يستطيعون مواجهة الأعباء المادية لهذه الأمراض خصوصاً وأن علاج مثل هذه الأمراض يتلازم مع المريض بصورة يومية ودائمة ولا أبالغ إذا قلت: بأن البعض يودعون هذه الدنيا لعدم قدرتهم على شراء ما يحتاجون إليه من علاجات ، صحيح أن الدولة قد وفرت بعض العلاجات لمثل هذه الأمراض كمرض السكر مثلاً وتصرف للمرضى مجاناً إلا أن المشكلة أن مثل هذه العلاجات لم توفرها الحكومة بصورة دائمة مما يلجأ البعض إلى السوق ليشتري ما يحتاج إليه ومن المعلوم أن الغالبية المطلقة من دول العالم توفر لمواطنيها من المرضى بمثل هذه الأمراض المستعصية وتصرف لهم مجاناً وبصورة مستمرة، وفي هذا السياق سوف أتحدث عن مرضى الفشل الكلوي والذين يتزايدون في مجتمعنا بشكل مطرد ولها أسبابها ومسبباتها ومع هذا ومع تزايد مرضى الفشل الكلوي كان على الحكومة ممثلة بوزارة الصحة أن تعمل على زيادة المراكز الخاصة بالغسيل الكلوي لحاجة المرضى الشديدة لمثل هذه المراكز خصوصاً وأن محدودي الدخل والفقراء من المرضى لا يقدرون على الذهاب إلى المراكز الخاصة للغسيل الكلوي بسبب المبالغة في أسعارها التي يعجز عن دفعها المريض خصوصاً وأن المريض بحاجة لذلك مرتين أسبوعياً على الأقل، ففي تعز مثلاً هناك وحدة غسيل كلى في المستشفى العسكري وهذه الوحدة قد عملت الكثير في تقديم خدماتها للمرضى إلا أن أجهزة الغسيل فيها دائماً ما تتعطل ومع ذلك فإنها قد خففت وما زالت تخفف الكثير من معاناة المرضى، كما أنه قد فتحت وحدة غسيل قبل سنوات قليلة في مستشفى الثورة العام خفف ذلك من الضغط الذي كانت تعاني منه وحدة الغسيل في المستشفى العسكري ، لكن مع تزايد المرضى فإن مدينة تعز ذات الكثافة السكانية الكبيرة بحاجة للمزيد من هذه الوحدات خصوصاً وأن الأمراض في تزايد مستمر ولا تستطيع الوحدات القائمة مواجهة ذلك مع العلم أنها معرضة للأعطال. وما دفعني للكتابة والإشارة إلى مثل هذا الموضوع هو أن الصدفة قد جمعتني مع أحد اليمنيين المغتربين في إحدى دول الجوار وهو مصاب بمرض الفشل الكلوي والذي عاد قبل عشرة أيام وأثناء حديثي معه قال: إنه سيذهب إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة لإجراء غسيل الكلى وأن ما يكلفه للغسلة الواحدة مبلغ عشرين ألف ريال فسألته: لماذا لا يذهب إلى المستشفى العسكري أو الثورة فرد بالقول: أن وحدة الغسيل بالعسكري معطلة حسب قوله أما مستشفى الثورة فقد أفادوه بأن لديهم ضغطاً من كثرة المرضى فاضطر إلى أن يذهب إلى المستشفى الخاص والسؤال هنا هو: ماذا يعمل الفقير أو المحدود الدخل، فمثل هذه الظروف الصعبة لابد وأن يستسلم للموت لذا نطلب ونتوسل من وزارة الصحة ومن المجلس المحلي العمل على تعميم وحدات الغسيل في كل المستشفيات أو إنشاء مراكز خاصة بذلك لمواجهة المزيد من المرضى رحمة بالمرضى.