لأنهم لا يؤمنون بالشعب نراهم متخبطين..، ولأن الشعب هو في نظرهم ذلك الذي يرفع راية التغيير بالمطالبة بإسقاط النظام يكشفون تلقائياًَ بأنهم إقصائيون ولا يعترفون بالآخر ولا يؤمنون بقضية أخرى تخرج عن إطار إسقاط النظام. هؤلاء هم قيادات أحزاب اللقاء المشترك تعرفهم من سيماهم وأحاديثهم المليئة بالاستهزاء والاحتقار والتهميش وقول ما لا يجب أن يقال لا سيما عبر الفضائيات والوسائل الإعلامية الأخرى المقروءة والمسموعة.. لماذا هم كذلك؟!.. لأنهم يعتبرون أنفسهم البديل الأنسب في كل شيء.. في الهنجمة، في الإقصاء..، في الاحتقار، في الاستهزاء.. وبالكلام بألفاظ بذيئة لا يجيدها سواهم..، وأيضاً في الكذب والتضليل والتزييف وتحريف الكلم عن مواضعه!!.. هؤلاء ومن لا يعرفهم أكثر أو يريد أن يتأكد بأننا لا نكذب ما عليه إلا متابعة قنوات الإثارة والتثوير..، وسيدرك حينها أين عناوين الكذب وأين أبوابها..، وأين قادتها!.. لا نتبلّى على أحدٍ منهم.. كنا نقول: بأنهم ثلاثة أو أربعة ولكن الأيام تكشف لنا أنهم كثر ويتزايدون مع مرور الساعات.. آخرهم يحيى منصور أبو أصبع الذي أوكلت إليه مهمة قراءة وتحليل المشهد السياسي للشارع اليمني في جمعة الإخاء، التي خرجت فيها الجماهير لترسم لوحة أخرى أكثر من رائعة وبهاء جمعة التسامح في الأسبوع الماضي وليؤكدوا أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب.. أبو أصبع أراد أن يتميز عن أصحابه الأربعة السابقين محمد قحطان، عيدروس النقيب، محمد الصبري وآخرهم حميد الأحمر الذي أبدع كثيراً في تحليله لكلمة «آمنة».. فماذا قال أبو أصبع أو ما الإبداع الجديد الذي أضافه لرفقاء دربه المتميزين وحتى يبدو أنه أكثر إبداعاً من أصحابه!.. أبو أصبع قال: إن جماهير الشعب التي اكتظت بهم ساحة السبعين وميدان التحرير بأمانة العاصمة وكل الشوارع الفرعية والأحياء و«الأزغاط» المحيطة بها في جمعة الإخاء لم يكونوا من أبناء الشعب وإنما هم أفراد القوات المسلحة والأمن الذين أخرجهم علي عبدالله صالح ليعكس صورة للرأي العام المحلي والعربي والعالمي أن الشعب معه..، وإن وجد بينهم من أفراد الشعب فقد تم إخراجهم بالمال!.. هذا واحد من المحللين الذين تجمعهم أحزاب اللقاء المشترك.. يدركون بأنهم كاذبون ومع ذلك يريدون من أبناء الشعب الذين لا يعترفون بهم ويسيئون إليهم أن يصدقهم.. كل هؤلاء حياتهم مناكفات ومزايدات سياسية، ومواقفهم تتغير بين الحين والآخر..، كما لا يجيدون غير إنتاج غبار الكلام المثير للقرف والغثيان.. جعلتهم الملايين من الناس الذين خرجوا مؤيدين للشرعية الدستورية في جمعتي التسامح والإخاء يتحولون إلى منجمين ولكنهم أثبتوا فشلهم في ذلك.. تضاربت الأرقام لديهم عن حجم تلك الجماهير فمنهم من قال: خمسين ألفاً وآخر زاد عن الرقم الأول وقال مائة ألف وأتى بعدهم حميد الأحمر ليقول: إنهم “ لا يستضون “ فمساحة السبعين (200 X 200) فكم عساها تستوعب!! .. واختتم أبو أصبع بالقول: إن جميع من خرجوا يؤيدون الشرعية ويدعون للتسامح والإخاء والحوار والمحبة هم أفراد القوات المسلحة والأمن..، وبين هؤلاء جميعاً هناك اتفاق واحد أن هؤلاء لا يشكلون رقماً أو أنهم ليسوا من أبناء الشعب!.. ما أثبته لنا هؤلاء اليوم أنهم مغامرون وفاشلون جميعاً في مادة الحساب أو الرياضيات وكان ينبغي عليهم وقبل أن يتسارع كل منهم لتقدير الأعداد المؤيدة للشرعية والإدلاء بها للفضائيات أن يجتمعوا معاً ويكفونا شر تحليلاتهم وقراءاتهم وحساباتهم المغلوطة بإصدار بيان جامع وشامل متفق عليه وكفى الله الشعب شر المنجمين!.. اتركوا العناد يا هؤلاء و«الزنط الحيسي» وادركوا أيضاً أن الذين تتحدثون عنهم باستهزاء واحتقار هم من الشعب اليمني وهم نفس الشعب الذين قامت قناة «سهيل» بنقلهم عبر شاشتها على أنهم من يطالبون بإسقاط النظام.. وباستطاعة الآخرين أن ينافسوكم بالجنون.. ولكن ذلك ليس بطولة.. [email protected]