أمام تمترس قوى التصفيق للمواجهات في شوارع بلد الإيمان تجد نفسك تستحضر القول.. مسمار ليس في رأسك اعتبره في جدار..! المقولة كما تلاحظون تمثل ذروة الفجور ومنتهى أنانية «أنا ومن بعدي الطوفان..» ومايحدث في الشارع اليمني أن الذي في رؤوس وقلوب البسطاء ليس مسامير، وإنما أحجار وقذائف، فيما الذين ينفخون في أوار الفتنة لايكلفون أنفسهم حتى عناء تحسس رؤوسهم جنبنا الله الغطرسة ومنقلباتها. ماتزال الأحجار من القاع وكذلك الرصاص فيما الدم من رأس القبيلي، وجميعنا قبائل حتى لو ارتدينا البنطلونات والكاكي العسكري.. يا ألطاف الله.. هل مانحن فيه اليوم بلاء أم ابتلاء..؟ وحيث إنه لم يعد أحد يسمع أحداً في جو الانسداد السياسي المفخخ بأزمة الشارع، فإن ماهو متاح أمامنا كمواطنين أن نفعل إرادة التحدي بمعناه العاقل والراشد. تحدي القنوات الأمارة بالسوء وتحدي الإرادات الداعية للفتن.. واستدعاء قيم المحبة والإخاء والتواصي بالصبر والوفاء باستحقاقات الجار، والجنوح إلى السلم بتجنب النقاشات المنطلقة من روح التعصب للحزب أو القبيلة أو المذهب أو المنطقة. تذهب الأنظمة وتغادر الأحزاب وتتبدل الكراسي ويبقى الوطن بمقدار شراكتنا في حمايته، انطلاقاً من حماية أنفسنا والاخلاص لأحلام أطفال يتطلعون إلى حياة آمنة عادلة مستقرة.. لايدعو فيها الآباء أن يباعد الله بين اسفارهم..!