ماحدث أمس من قيام بعض الشباب المراهقين بإغلاق شوارع تعز بالأحجار وبراميل القمامة أمر مؤسف، فقد تعطلت مصالح الناس بسبب هذه التقطعات التي لامبرر لها، ولم تسلم الحارات الضيقة من هذه الموضة العجيبة. فقد تحركت بسيارتي بعد انتهاء الدوام عائداً إلى البيت، فإذا طريق الحصب مغلق، فاتجهت إلى وادي الدحي فكان كذلك، عدت إلى شارع ترابي جانبي ولما دخلت إلى إحدى الحارات التي تؤدي إلى طريق الجامعة ولا يوجد طريق غيرها وصلت لأجد شباباً قد تعاونوا على وضع أحجار كبيرة في الطريق. وقفت أمامهم وهم يعملون بجد في استكمال بناء السد، وجاءت من الجهة المقابلة سيارات أخرى، وبدأت المفاوضات، سألت أحدهم: هل قطعتم الطريق من أجل الغاز ؟. أجاب : لا!.. طيب لماذا؟!.. أجاب: هناك شخص مرّ من حارتنا وتحدانا أن نقطع الطريق وقال: إننا لسنا رجالاً فقطعنا الطريق!.. ابتسمت وقلت له: خدعكم وهرب، فلو أنكم عاقبتموه هو لكان أفضل، أما أن يخطئ هو ونعاقب نحن فهذا لايجوز، وإلا فما رأيكم؟ نظر بعضهم إلى بعض وبدا أن الكلام مقنع، فلما طال انتظاري ركنت السيارة على جانب الطريق ونزلت وقلت لهم يبدو أنكم لن تتركونا نروّح، ولأني بلاغداء فالغداء عليكم وأنا ضيفكم. بدا عليهم الحرج وفوراً تسابقوا لإزالة الأحجار ودعاني بعضهم للغداء عنده. وفرّج الله. لقد اكتشفت أن هؤلاء الشباب فيهم بذرة الخير، ولكن هناك من يستفزهم ويدفعهم إلى مثل هذه الأعمال، كما تبين أنهم على استعداد للاستماع لصوت العقل إذا أحسن الشخص التحاور معهم. إن مثل هذه الأعمال لامبرر لها لأنها تعطيل، وقد نفهم تقطع الغاز لفترة لاتعطل مصالح بقية الناس.. والآن وبعد أن عاد الغاز كما علمنا إن شاء الله، لاأعتقد أن هناك مبرراً لمثل هذه الأعمال.. فالاحتجاجات والمظاهرات ينظمها القانون وبموجب الدستور، المهم أن لا نفقد حسّنا الحضاري الذي بدأنا نستعيده وبدأنا نحظى باحترام الآخرين ونظرتهم لنا كشعب حضاري .