تتجه قلوب وعيون اليمنيين إلى الرياض وقد نفد صبرهم وتحملوا من تبعات الفوضى والتخريب والقلق والعنف ما أقض مضاجعهم، وصمت آذانهم أصوات نشاز تنضح بالكراهية والعداء والتحريض على العنف وعانوا من سلوك عنيف يعتدي على حياتهم الهادئة ويعطل شؤونهم الخاصة والعامة.ويأتي موعد الرياض وقد استنفدت لغة الفوضى والتخريب والتحريض فعاليتها, وأصبحت تردد ذات الاسطوانات المشروخة التي تحمل قاموساً رديئاً لا تقره مبادىء الدين ولا القيم ولا العادات والتقاليد اليمنية. لكن الرسالة المهمة التي فهمها اليمنيون هي أن جماعات الإخوان المسلمين والتيارات الدينية المتطرفة وتيارات العنف الأخرى السلالية والمناطقية قد كشرت عن أنيابها وأفصحت عن لغتها السوقية والشوارعية التي تقززت منها نفوس الغالبية الشعبية وشعر الناس إلى أي مجهول سوف يأخذهم ذلك الخطاب الجاهل والمتعصب والمنغلق والمأزوم والغريب على الشعب اليمني. شاهد الناس كيف يكذب هؤلاء ،وكيف يمثلون ، وكيف ينسون تلك اللحى الطويلة التي تتدلى من وجوههم ولا تنسجم مع تعبيراتهم وسلوكهم الفج الذي يتضمن الكذب والدجل والتمثيل والتضليل والتهريج والصراخ والكلمات النابية والفجة والتي لا تنسجم وآداب الإسلام ،وتخلى الشيوخ عن وقارهم المفترض ، لا لشيء مهم إلا لأجل التعبير عما يختزنوه من حقد ومن طمع في السلطة ومن رغبات انقلابية تريد أن تعيدنا إلى عهود الظلام والتخلف. وبمقاييس القيم المدنية والدينية انتهك هؤلاء حقوق الأطفال والنساء وغرروا بصغار السن وعبأوهم ووظفوهم لتنفيذ أعمال تخريبية، لا يستوعبون نتائجها الخطيرة على السلم الاجتماعي وعلى التعبير السلمي والديمقراطي. وتورطت اللجان التنظيمية للإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة في تحريض الشباب وصغار السن والآخرين على التخريب والتحرش والعنف وإثارة الفوضى واستفزاز قوى الأمن المرابطة على بعد كيلومترات من ساحات الاحتجاجات، ولم تتورع تلك اللجان التنظيمية من التضحية بدماء اليمنيين الذين يصطدمون ببعضهم، طالما ظل قادة الإخوان وذوو اللحى الطويلة بعيدين عن الخطر. و بعد أن دعا فخامة الأخ الرئيس الشباب إلى تشكيل حزب يمثلهم ويعبر عنهم ،عمد الإخوان إلى تشتيت الشباب من خلال كيانات وهمية وهلامية، ودسوا شبابهم في كل تلك الكيانات، سعياً منهم إلى تمزيق الشباب وتضليلهم وإحداث فجوة بين الكيانات السياسية لأحزاب اللقاء المشترك وبين الشباب المدنيين والمستقلين بغرض الفصل بين الورقة السياسية والحزبية والورقة الشبابية. والآن والجميع يقف على عتبات الرياض يتصور هؤلاء بأنهم سيحتفظون بورقة الفوضى لتغيير مسار الحوار والنقاش ،بينما يمضي الطرف الآخر منفتحاً على الحل صادقاً في اجتراح آفاق تجنب اليمن ويلات الانزلاق إلى مخاطر العنف ، حريصاً على التصرف المسئول الذي يتمثل المصلحة العليا للشعب اليمني ويتمثل الاستحقاقات الإصلاحية والتغييرية المستقبلية، تعبيراً عن تطلعات الشعب والشباب ، وحماية للشعب من الانقلابيين والجهلة والمتهورين والطامعين والطامحين. وعلى هؤلاء المراهنين على الفوضى والعنف أن يتذكروا بأن الشعب اليمني قد ملّ منهم ، وقد حفظ اسطوانتهم ، وأن الغالبية الساحقة أصبحت أكثر وعياً بأهمية الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ،وحمايتها من عبثهم ، وحماية الشرعية الدستورية والمرجعية الديمقراطية التي ستؤمن حياة الجميع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وليتذكر هؤلاء بأنهم يخسرون خسراناً بيناً كل يوم وسيخسرون أكثر حين يستمرون بالتلاعب بالجهود الوطنية والإقليمية والدولية ، وسيخسرون أكثر كلما عبّروا عن نواياهم الانقلابية وأصروا عليها ولا يغرنهم حلم الشعب عليهم فله هبة وغضبة لن يقيهم منها شيء. [email protected]