الخلاف والاختلاف سنة من سنن الله في هذا الكون الواسع والفسيح الذي تعيش فيه مليارات من البشر وهنا لايمكن أن تتفق الآراء والرؤى لأن من سنن الله في خلقه أن جعل لكل إنسان عقلاً يفكر فيه وأن ينظر إلى الأمور فيما يراه صحيحاً ويتفق مع رؤاه وأفكاره والشواهد والمعطيات كثيرة في هذا العالم الكبير فنلاحظ ونلمس ظهور الاختلافات على مستوى الدول والأفراد على حدٍ سواء يصل مداه إلى الاختلاف بين أفراد الأسرة الواحدة وإلى هنا فإن الأمور عادية وطبيعية جداً لكن أن يصل الخلاف ليصل إلى حد الإضرار فهذه مسألة يجب الوقوف عندها طويلاً. فعلى مستوى الأفراد أو الأحزاب أو أي تشكيلات سياسية مختلفة والذين يشتركون في وحدة جغرافية محددة من الطبيعي أن تكون هناك تباينات واختلافات في الرؤى والمواقف وهذه السمات الديمقراطية الراقية التي ارتضاها الجميع لتنظيم العلاقات المختلفة فيما بينهم يجب أن تحترم باحترام الرأي الآخر ومن الطبيعي أن الاختلافات وتباينات الرؤى هي من إفرازات الديمقراطية التي تمارسها المجتمعات والشعوب،فإذا ارتقت مفاهيم الديمقراطية عند الجميع وتم استيعاب الرأي الآخر والاقتناع بها تكون الأمور في مأمن من أي انزلاق قد يشوه المعاني السامية للديمقراطية بل قد ينسفها هذا إن لم تصل الأمور إلى مالايحمد عقباه خصوصاً فيما يسمى بالبلدان الناشئة ديمقراطياً، وبلادنا تعتبر واحدة من هذه البلدان الناشئة ديمقراطياً ومن خلال الفترة القصيرة الماضية من عمر الديمقراطية تعلمنا كيف نختلف وكيف نتفق والاختلاف لايفسد للود قضية، لأن الديمقراطية أحياناً تكون مُرّة ولابد من أن نتجرع كأسها والذي نهايته تكون حلوة بطبيعة الحال لذا فإن علينا كيمنيين أن نجسد الحكمة اليمانية فيما تمر به بلادنا اليوم من تطورات لاتسر أحداً منا،فاختلافنا اليوم يجب أن يكون من أجل حماية وحدة اليمن وحماية أمنه واستقراره وإبعاد شبح الحرب ونبذ الفرقة والكراهية، نختلف نعم وهذه صورة راقية من صور الديمقراطية ولكن يجب أن لايكون هذا الخلاف سبباً للإضرار بالوطن ومصالحه العليا فهذا لابد وأن يكون خطاً أحمر للجميع. اليمن لاتتحمل أكثر مما هي فيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية، على الجميع أن يجعل من مصلحة اليمن همّه الأول والأخير بالعمل على حمايتها وإبعاد الشر عنها ومن حقها على الجميع أن يحافظوا عليها والعمل على صيانتها فهي في الأخير السفينة التي تحمل الجميع فإذا غرقت غرق الجميع. حفظ الله اليمن وصانها من كل مكروه.