الأزمة مستمرة ,والشعب يطحنه الخوف والرعب المستمر.. والسادة الأحزاب والسلطة غير مبالين بهموم الشعب المسحوق المطحون الذي أصبح رهينة لدى هؤلاء.. إن الإنسان اليمني شديد الإيمان بربه, وهو يحتفي بشعائر دينه أيما حفاوة, ومن هذه الشعائر الاستعداد المادي والروحي لصلاة الجمعة لفضلها من القرآن والسنة، غير أن هذا اليوم أصبح كابوساً مفزعاً لكل يمني.. إن يوم الجمعة أصبح يثير الرعب والاشمئزاز معاً, وياليت قومي يعلمون أن سخط الله سوف يحيق بمن حوّل هذه الشعيرة المقدسة إلى خوف وهلع ورعب. إن الجميع يبحث بالسراج عن سلطة القانون، فلا يصلح أن تترك الأمور على هذا النحو الفوضوي واللامبالاة، وإذا كان الأداء الإداري في بلادنا يدعو للرثاء في الأيام العادية ,فإنه أصبح أكثر مدعاة للقلق في هذه الفترة. السادة الأحزاب والسادة السلطة ليس في وسعهم إلا أن يشاهدوا على نحو «سادي» مايحدث من مآسٍ في الشارع وفي المنازل، وما أحدثته هذه الأزمة المنكرة من شروخ في العلاقات بين الناس.. كان على اليمنيين أن يحمدوا الله على مارزقهم من هامش ديمقراطي لم يتمتع به أي بلد عربي, لكن الجميع دون استثناء استخدموا هذا الهامش اسوأ استخدام, فغضب الله عليهم. إن الديمقراطية هي الحل الأمثل لمشكلات اليمنيين فرادى وجماعات داخل الأسرة وداخل المجتمع. لقد كفر الجميع بالديمقراطية وأنكر الجميع مايحققه الأمن من سعادة لبني البشر, وأن تستمر الدولة غائبة عن ممارسة دورها فهذا أمر غير مقبول، لأن الفوضى هي البديل في هذه الحالة .. والله المستعان.