ليختلف أصحاب القرار كما يريدون، فلقد قلدناهم الله وتقلدوا.. ولكن نتمنى عليهم أن لانقحم في هذا الخلاف، فنحن معشر المواطنين أصبحنا جد مشغولين بالطعام والشراب الذي لانحصل عليه إلا بعد عناء وطول مشقة وجهاد بليغ، والمواطنون وحدهم يعلمون أن معظم أطفالهم في وقت السلم لايذهبون للمدارس لعدم وجود رسوم لاتفيد منه الدولة إلا قليلاً، أما وقت الحرب فثلثهم لايذهبون للمدارس ومابقي من الثلثين منعتهم القوات المسلحة الباسلة الخاصة بهذا أو ذاك من دخول الجامعات ضغطاً على السلطة .. منطق غير مقبول لدى كل عاقل محترم بمن فيهم فئة شبابنا الذين نعول عليهم في صناعة حاضرنا ومستقبلنا المنشود. إن هذا الصراع الدائر هو صراع مصالح تحاول الأنانية أن تفرضه واقعاً على شعبنا اليمني الصبور.. وللأسف أن شعبنا هو الذي يدفع ثمن هذا الصراع رغم أنفه خوفاً ورعباً ودماء واقتصاداً وصحة وتنمية . لقد ضاق شعبنا أيما ضيق بهذا العبث الذي يصادر على أبنائهم العيش بسلام وسكينة ويصادر الحق في التعليم والصحة والمشروعات الحيوية الأخرى، وكان الأحرى أن تذهب مئات الملايين لشراء أجهزة طبية تخفف من أمراض الفشل الكلوي والسرطانات وأمراض معدية أخرى وتوفير بذور الحبوب والخضروات والفاكهة وإرسال المئات من الطلاب المتفوقين إلى الخارج ورعاية الأرامل والأيتام والمشردين الذين تضيق بهم مدن عواصم المحافظات يسألون الناس إلحافاً . إن ألوف الملايين التي تذهب هدراً في مصارف شتى كان أولى بها أن تنفق في أبواب مكافأة المعلمين في المدارس والمعاهد والجامعات لمعالجة أوضاع التعليم الغاية في التخلف، حيث الأساتذة المعلمون يعانون من المجاعة حد الفاقة، وحيث المناهج في درك من الرجعية والجهالة الفظيعة . لقد صمت صوت الوطنية وأصبح المثقفون يلوذون بالخوف حد الجبن ، بل أصبح بعضهم يمارس سادية ومازوخية على حساب الوطن الجريح، ومن العار على الشعب اليمني أن يصبح الملاذ هو أبواب السفارات التي هي عامل من عوامل الفتنة وزرع الثارات والأحقاد .