إن أبناء اليمن الميمون قد تقاطروا من شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه، واجتمعوا في العاصمة “صنعاء” قصدهم واحد، وهدفهم واحد، وهتافهم واحد، وشعارهم واحد “نعم للوحدة اليمنية الخالدة” وقد بعثوا برسالة مليونية إلى أحزاب اللقاء المشترك، بل إلى العالم بأسره، مفادها: وحدتنا هي حياتنا، ومصدر عزتنا، وسبيل رفعتنا، لا نسمح لأي كان بالمساس بها، أو المساومة فيها، وإن الدفاع عنها وحمايتها وصونها، من أوجب الواجبات، وإنا مستعدون أن نفديها بالنفس والمال والولد، وإنا واقفون إلى جانب صانع هذه الوحدة المباركة فخامة الرئيس /علي عبدالله صالح حفظه الله من باب رد الجميل لأهله، وإلحاق الفضل بذويه، ومقابلة الإحسان بالإحسان. وإن أبناء اليمن السعيد يعلمون أنه إن اختلفت وجهات نظرهم في مبادىء وأشياء أخرى، إلا أنهم مجمعون ومتفقون على أن “الوحدة اليمنية” هي المبدأ المقدس، والأمر المعظم، الذي لا خلاف حوله ولا جدال، ولا نقاش فيه ولا نزاع. وإن أبناء يمن الإيمان والحكمة يوقنون أن الوحدة والأمن قرينان متلازمان، فإن زال أحدهما زال الآخر، فإذا زالت الوحدة لا سمح الله زال الأمن، وإذا زال الأمن لا قدر الله فعلى الدنيا السلام، وباطن الأرض بعد ذلك خير من ظاهرها، والموت أحب وأرحم من حياة الخوف. إن أبناء يمن المجد والشموخ يدركون أنه ما عمر البلد وشيد الوطن، إلا بعد تحقيق الوحدة، فعمت المنجزات السهل والجبل، وشملت الخدمات الريف والحضر، ووصلت الخيرات إلى القاصي والداني، في جميع ربوع القطر اليماني. وإن أبناء يمن الحضارة والتاريخ يجزمون بأنه ما ارتفع اسم اليمن شامخاً، ورفرف علمه عالياً، وعظم قدره عربياً وعالمياً، إلا في ظل الوحدة الخالدة، التي أذهلت الدول الشقيقة والصديقة، وباركها العالم بأسره. إذن فالوحدة المباركة في حدقات الأعين، وإن حبها قد تغلغل في المهج، وحينئذٍ فلا خوف على وحدتنا، وإنها راسخة رسوخ الجبال الراسيات، وإنها دائمة مادامت الأرض والسموات، بإذن الله الواحد المنان، وبعزم من أبنائها الشجعان. وياويل ثم ياويل ثم ياويل.. من تسول له نفسه المساس بها، فوالله إنه سيلقى حتفه على يد أبناء اليمن الميامين، أبناء الثاني والعشرين من مايو المجيد !!