تعود الوحدة في كل عام وتلاقيها جماهير شعبنا بالتفاؤل والأمل كما نلاقي عادة كل مناسبة لثورة سبتمبر وأكتوبر لأن الوحدة توجت الثورة فقد جاءت من الواقع اليمني، من المهرة حتى صعدة والبحر الأحمر والبحر العربي،هي متأصلة ومتجذرة في نفوس أبناء هذا الشعب حتى قبل إعادة تحقيقها في 22مايو 1990م. ولكن الذي يجب أن نعيه هو لا خوف ولا فزع على الوحدة مهما كانت هناك من تجدد خلافات ومشاحنات بين السلطة والمعارضة،فالوحدة تتجدد أكثر في النفوس كلما هبّت عاصفة خطر، الوحدة اليمنية باقية ولا خلاف عليها الخلاف في هذه الفترة كيف تحل الأزمة السياسية بسلام وهي ليست الأزمة الوحيدة في اليمن، فقد قامت من قبل انتفاضات وثورات شعبية في أقطار عربية منها ما وصلت إلى مبتغاها ومنها من لا تزال في كر وفر بين السلطة والمعارضة. الوحدة لا خوف عليها، وإن حاول المندسون أو المتضررون أن ينفصلوا عن وحدة مايو 1990م ففي هذه الفترة الحرجة تزيد الوحدة تجذراً وتوهجاً فالوحدة اليمنية أعظم حدثٍ أنتجته بلادنا اليمن وسط عواصف دولية، وانهيار إيديولوجيات في الشرق والغرب باستثناء ألمانيا التي توحدت بعدنا. فنقول :«إن أي حدث تغييري في أي بلدٍ لا تنتجه إلا ثقافة تغييرية ووسيلة تغييرية ووسيلة تغيير سياسي، فما جاءت الوحدة وأعيدت متوهجة شعباً وأرضاً في 22مايو1990م إلا لإنهاء عهد تشطيري تناءت في ظله الأسر» . فإذا كانت الثورة من أجل الشعب فهي ثورة سيكتب لها النجاح في نهاية المطاف. أما الثورة التي تثور بالشعب فمصيرها الفشل. بالوحدة وفيها وضد كل من تسول له نفسه التآمر عليها ستبقى شامخة، سينتصر الحق فيها على الباطل والعدل على الظلم. فإذا كانت الوحدة قد تحققت في 22مايو 1990م ومر عليها حتى الآن 21عاماً. فلا خوف عليها ولا داعي إلى تكرار الأناشيد الثورية والوحدوية إلا في يوم المناسبة. بعد تحقيق الوحدة بشهر سُئل أحد المفكرين اليمنيين الوحدويين: «كيف ترى الوحدة؟ أجاب بعبارة صريحة وهو من الغيورين:«إذا كانت الوحدة في سبيل إسعاد الغالبية من أبناء هذا الشعب فهي وحدة.ولكن إذا كانت فقط لإسعاد قلة على حساب الغالبية فهي ليست وحدة!». نعم..الوحدة هي اليوم أقوى على اختراق الحواجز التي حاول البعض في السنوات الأخيرة إعادة الحواجز والبراميل والشعارات التشطيرية.