لا اعتراض على الانطفاءات الكهربائية لأنه ليس هناك جهل بحقيقة ما تتعرض له الأبراج الحاملة للطاقة الكهربائية من إطلاق نار يخرج المحطة الغازية بمأرب عن الخدمة. ومثل هذه الاعتداءات لابد أن ترفع حصص المجتمع من معاناة الانطفاء الكهربائي.. وإذا كان الانطفاء الكهربائي يجلب هموماً إضافية بالنظر إلى أن السراج الخافت هو من الثلاث المجلبات للحزن، فإن ما يحز في النفس أكثر أن لا تكون هناك عدالة في توزيع حصص الانطفاء. هل يصدق وزير الكهرباء عوض السقطري أن المنطقة الواقعة شمال وزارته حيث السجن المركزي ومؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر تنال حصص انطفاء لا قبل للناس بها، حيث ينام الناس في وقت مبكر على كهرباء منطفئة ويصحون على ذات الانطفاء وإذا عادت الكهرباء فلمدة ساعة وسرعان ما يدخل هذا الحي في غيبوبة طويلة. المؤلم أن مؤسسة الكهرباء تبذل جهوداً تراعي بها أحياء كثيرة في العاصمة على حساب حي الجراف، حتى أنه لم تعد مولدات مطابع الكتاب المدرسي ومؤسسة الثورة تجدي نفعاً لتعويض الغياب الكهربائي الطويل. الناس في هذه الأحياء لا يطلبون أكثر من العدالة في الظلم الكهربائي.. خاصة وأن ما يترتب على الانطفاء الطويل لا ينال من الإضاءة وإنما من تفاصيل حياتية كثيرة منها فساد الطعام في الثلاجات وعدم وصول الماء إلى الحنفيات.. وقديماً قالوا.. المساواة في الظلم عدل.