آسف أيها العيد الكريم ، ياعيد وحدتنا المجيدة، نعتذر إليك من عدم القيام بحقك، لم نتمكن بسبب مانحن فيه من تقديم القِرى بعد أن قدمنا من قبل القرابين ... فلا مظاهر للاحتفال ولابسمات وقد غابت الفرحة من العيون وكيف يبتسم من فقد ذاكرته ونسي اسمه ، وقد طردت الأحداث روحه من جسمه ، وأصبح لايدري أحي هو أم ميت؟ إن عيون أطفالنا تحدق اليوم في المجهول، ويخبئ الكبار عيونهم حتى لا تفضحهم وتشي بما يعتمل في النفوس .. من الحيرة والضياع . عذراً أيها العيد المجيد إن قصرنا في حقك ، لقد كنا نمضي الليالي استعداداً لقدومك ونغسل شوارعنا ونضيء قناديلنا، ويتفتح الربيع على وجنات أطفالنا .. أما اليوم فقد امضينا ليالينا المظلمة بانقطاع الكهرباء، ونحن نبحث عن أعذار لنقدمها بين يديك قبل أن تسألنا لِمَ ؟! أي سيدي.. أسألك كيف نقري الضيف وأهل المنزل جياع أمناً جياع طعاماً جياع غازاً ... لاتوقد في بيوتهم نار ..ولايشتعل نور؟. أرجو أن تعود من قابل وقد تحسنت حالتنا وحل الأمن محل الخوف والسلام محل الحرب والفرحة محل الحزن والعقل محل الجنون ، تعود وقد رحل الهم عنا. إننا ياسيدي لانقدر إلا أن نرحب بك من كل قلوبنا وقد فرشنا لك الأرض بدمائنا وهو مالاترغب - بالتأكيد- فيه ولكن هذه حالنا اليوم . لاتندهش فأنت لم تضل الطريق.. نعم إنها بلد 22مايو، وهي هي يمن الحكمة والإيمان وربما بهاتين الأخيرتين نهتدي إلى الطريق.. إن شاء الله. لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق عفواً ياعيد وحدتنا، فنحن إن لم نحتفل بقدومك كما يجب، فإننا في قلوبنا نحتفل ونأمل أن تعود وقد تحقق أملك فينا .