لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم النشور في عمران
نشر في الجمهورية يوم 30 - 12 - 2006


- خالد الأسدي ..
في عيد الأضحى المبارك،هذه المناسبة المباركة الجليلة والعظيمة علينا التي تعم فيها الفرحة أرجاء العالمين العربي والإسلامي عامةً يتخذ الفرح أشكالاً وصوراً متعددة،وفي اليمن السعيد يتخذ العيد طابعاً خاصاً ومتميزاً من خلال العادات والتقاليد العيدية التي تبدأ بالتناصير« اشعال النار» في ليلة العيد وعلى قمم الجبال العالية،ومروراً بزيارة الأقارب وصلة الأرحام ،وخروج الناس للصلاة في صفوف منتظمة،،بعدها سرعان ما يخرجون منها ليؤدون الزوامل والمهايد العيدية.. وإنتهاءً بملامح البهجة تلك،والفرحة التي ترتسم أيضاً على محيا الأطفال في لحظات يوم العيد وهم يتغنون بمعاني و،سمات تلك البهجة إبتهاجاً بالعيد.. ولعل العادات والتقاليد اليمنية العيدية الأصيلة كهذه كثيرة ومتعددة ،حيث وقد تلاتشت واختفت بعض منها بفعل مرور الأيام،بيد أن أهمها وأبرزها لازالت باقية تتميز بها مناسبات الأعياد الدينية في بلادنا،اعتباراً إلى أن خصوصيات الاحتفاء بمثل هذه المناسبة تأتي تجسيداً لمعانيها الدينية القيمة..
«الجمهورية» وإنطلاقاً من هذه القيم الدينية والمشاعر الفياضة إذ تنبش في ذاكرة ووجدان الآباء والأبناء ملامح ومميزات العيد في الماضي والعادات والتقاليد العيدية القائمة وماتلاشى منها.والبون الشاسع بين عادات وتقاليد العيد وطقوسه الفرائحية في عيد اليوم وعيد الأمس..!!وحصيلة الاستطلاع التالي تبرز في مضمونها خصوصيات الاحتفاء واستقبال العيد في عموم محافظات الجمهورية..
محافظة
خصوصيات الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك بشكل عام سواءً في محافظة عمران أو على مستوى محافظات الجمهورية،فهي أي هذه الخصوصيات تبرز كلها في أنها تجسيد حي لمعاني العيد وقيمه الدينية العظيمة وأهدافه الإنسانية التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف في الكتاب والسنة فمنها كالغسل والصلاة،والأضحية وصلة الرحم ووو...الخ.وإحياءً للعادات والتقاليد المألوفة في سالف الأزمان «عيد الأمس» منها والمتلاشية في عيد اليوم..فهي إذ أنها أي العادات والتقاليد كلها تعمق روح المحبة والوئام والألفة والتسامح والتكاتف بين أبناء مختلف القبائل والعشائر في المدن والقرى ..تسودها السعادة والفرح ..فالجميع يرتدون الملابس الجديدة، ويتبادلون التهاني والتبريكات، ويتصافحون بالسلام، وكل يسأل الآخر: «حاج أو عروس »...؟ فإن كان عازباً رد«عريس إن شاءالله» وإن كان متزوجاً رد« حاج إن شاء الله»..وهكذا حيث تمر الأيام الخمسة الأولى من عيد الأضحى المبارك في محافظة عمران حتى تبدأ مرحلة جديدة ممتعة في مديريات المحافظة من اليوم السادس حتى العاشر..!!
وهي الأيام التي ينتظرها المواطنون من جميع المديريات بفارغ الصبر والشوق وتسمى ب«التعاويد»..!!وما أدراك ما التعاويد؟وما طبيعتها..؟ من حيث النشأة ،والمضمون ..؟إذن.. إلى أي تاريخ تعود هذه التعاويد..؟هل هي الأهازيج والأناشيد والزوامل والمهايد المعروفة شعبياً..؟
أم هي مجرد صورة لأسلوب الشعر الهجائي «الشعبي»..؟ وبماذا تتميز عن الشعر الهجائي إذن..؟
الأبيات الشعرية التالية وهي بعض من مقتطفات تلك الزوامل ولكن هناك أهم من ذلك وهو أجمل مافي الحديث هذا كميزان لعادات وتقاليد الاحتفاء بالعيد المقرونة بين عيد اليوم في وقتنا الحالي وعيد الأمس«زمان» لكنها أي خصوصية الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك زمان انتهت ولم تبق بمجرد انتهاء من كانوا يحيونها وهم الآباء والأجداد،فكان لهم مظاهر احتفالية تبعث الأمل وكلما نتذكر منها كأجيال رافقناها آنذاك كلما وجدنا نكهة العيد اليوم نكهة غير طبيعية وبالتالي نفقد السعادة الحقيقية خلال أيام هذه المناسبة،لاسيما في الوقت الذي نعجز فيه استقبال العيد أياً كان من خلال ماتتضمنه خصوصية الاحتفاء الحقيقية التي ذكرنا منها..ومن مظاهر الاحتفاء بالعيد ذات الخصوصية المألوفة من سالف الأزمان لدى الآباء والأجداد كانت تتميز بالرقصات الشعبية «البرع» التعاويد وهي التي تقام خلال الأيام الخمسة الأخيرة للعيد وتعتبر نوعاً من الشعر الشعبي بطريقة أو بأخرى تدخل فيه الطرائف والفكاهات ويقوم بها مجموعة من الناس في منطقة معينة بعد تجمعهم من مناطقهم بالذهاب إلى هذه المنطقة ليلاً متغنيين بزوامل وأهازيج شعبية على دق الطبول..
الدكتور/ شوقي المحمدي طبيب قال:
خصوصية الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك التي يمارسها أبناء هذه المحافظة خصوصاً في عاصمتها وهي مدينة عمران وبشكل لايتغير قط في المدينة والتي نقول أنها مثلها مثل أي منطقة ومدينة أخرى في جميع محافظات «الجمهورية» فإرتداء الملابس الجديدة،وأداة الصلاة صلاة العيد الجماعية،وزيارة الأرحام ،وتبادل الزيارات والتحايا،والخروج إلى أماكن البرع لترديد الزوامل والأهازيج الشعبية «التراثية» كل ذلك هي من خصائص الاحتفاء بعيد الأضحى ..وأذكر لك إنه من بعد اليوم الخامس وهو اليوم السادس بعيد الأضحى تبدأ من هذا اليوم مايسمى ب«التعاويد» التي تعتبر أهم وأبرز خصائص الاحتفاء بالعيد،والخصوصية الثانية أننا نقوم بتوديع العيد في اليوم العاشر بإحياء يوم يسمى «يوم النشور» وهو اليوم الذي تجتمع فيه كل وجميع قبائل محافظة عمران توفد من جميع مديريات المحافظة إلى مكان واحد يسمى «الحسين» في منطقة «ريدة»..
ويضيف شوقي بعض المظاهر الأخرى مثل:
ومن بعض مظاهر الاحتفاء بعيد الأضحى أيضاً خروج مجموعة من المواطنين إلى أماكن بعيدة عن قراهم وهي منطقة ريدة أيضاً،للتنصع وإطلاق الأعيرة النارية الثقيلة والخفيفة بشتى أنواعها وأحجامها وقبل تنفيذ عمليات التنصع تدق الطبول للرقص عليها،والاستماع لأشعار بعض الشعراء الشعبيين،وكل قبيلة تفتخر بمناقبها وقوتها في هذا اليوم.
وهكذا يوماً وآخر حتى نهاية العيد تستمر الأفراح والسعادة التي تتوج بوداع العيد في اليوم الذي يظل يوماً «تاريخياً» المعروف..إنه «يوم النشور» ..«عاشر ..ناشر».
العيد بتراحم الناس
أما الأخ/عبداللة الحرورة، فله رؤية أخرى فيما يتعلق بطقوس الاحتفاء واستقبال عيد الأضحى ،تغير من وجه ماذكر.حيث قال:
مهما كانت الظروف المعيشية،ومهما كانت الأوضاع والأحوال الاجتماعية لدى الثري بالمال أو الفقير،فالعيد الحقيقي الذي يشعر به كلا الطرفين وهما«الغني والفقير» هو السعادة الحقيقية والعافية الممنونة،والمرء يدرك أن السعادة والعافية الحقيقية التي يمنها الله على عباده المسلمين خلال أيام،ماهي إلا أيام تبعث فيها البهجة والفرحة والسعادة بين جميع عباده المؤمنين «المسلمين» ،فهي أي هذه المناسبة ماهي إلا نتيجة فضل ممنون من الله سبحانه وتعالي على عبادة الصالحين جميعاً يشاركون أنفسهم الفرحة تزامناً مع أداء مناسك الحج في عيد الأضحى ويسمى «عرفات» ويشاركون أنفسهم الفرحة والسعادة أيضاً لخير ماحصدوه من فضائل رمضانية في عيد رمضان ويسمى «الفطر» وبالتالي فإن الإنسان المؤمن لابد أن يدرك متى وكيف تكون السعادة الحقيقية من العيد..!!
لأن البعض من الناس يا أخي يعتقدون أن سعادة العيد تكمن في المظهر والملبس الجديد والفوز بالعجول والخرفان وكثرة المال والتباهي بالأضاحي والمتطلبات العيدية، وديننا الحنيف لايحثنا على إحياء العيد بهذه الصورة فقط، فحسب بالصورة التي تهدف في أنها تجسيد حي لمعاني وقيم العيد الدينية العظيمة، فتجد كل واحد يعد العدة ويحشد الإمكانيات للنعيم في هذه المناسبة المباركة، والتي من الواجب علينا أن نتعلم منها التراحم والتكافل والإحسان على الفقير والرحمة والعطف على الضعيف والمحتاج تجاوباً وإنصياعاً لتوجيهات الخالق وأوامره، متناسين نعمه وفضائله التي لاتعد ولاتحصى، والأغرب في هذا كله أن البعض لايحس بالفرحة والسعادة إلا إذا أقترنت بالمال والمأكل والمشرب الوفير، وإذا أصيب بأي مرض أو بضعف تجده يصحو من غفلته وأوهامه تلك لتظل الصحة والعافية هي كل مطلبه في هذه الدنيا، متوسلاً ومتضرعاً إلى المولى عزوجل بالدعاء للخروج من مرضه.
ولهذا كله، نقول أن صاحب البصيرة والمتحلي بصفة القناعة، هو وحده من يدرك بأن العيد عيد العافية، لابالمال والجاه وحده.
معان إسلامية
الأستاذ/ أمير المدري خطيب جامع قال:
العيد مناسبة دينية عظيمة، تتجلى فيه الكثير من المعاني الإسلامية السامية التي سار عليها رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» وأوصانا بالتمسك بها، والتي من أبرزها صلاة العيد والإستماع إلى خطبتي العيد والتي تحمل كثيراً من الدلالات والمعاني الإسلامية.
وتحث الناس على التمسك بالفضائل والتراحم ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
وفي العيد يتبادل الناس التهاني لتزول الضغائن وتسمو العلاقات الأخوية فوق كل الخلافات.. وتتجدد وشائج المحبة والألفة بين أفراد المجتمع وتتجسد الروابط الأسرية والاجتماعية بين الأهل والاصدقاء والأقارب من خلال تبادل الزيارات والسلام.
ويواصل فضيلة الشيخ حديثه:
ومع قرب العيد تمتد يد الإحسان والعطاء إلى كل بيت من بيوت الفقراء، حيث يقوم الأغنياء بتوزيع الصدقات والمساعدات سراً على الفقراء لإدخال السرور والسعادة إلى قلوبهم وقلوب أطفالهم.
وهذه سمة من سمات التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع اليمني وأتمنى أن تكون موجودة بين أفراد المجتمع اليمني عموماً، وكل عام والجميع في خير وسعادة وعافية هانئة.
لمسات إنسانية
الأخ/ بلال عمر محمد المعلمي، له مميزة واحدة تتعلق بالجوانب الإنسانية قال فيها:
جميل ورائع أن توجد في هذه المناسبات اللمسات الإنسانية بين الناس جميعاً من خلال يد كريمة تمتد بالإحسان للفقراء والمساكين، وقلب رحيم يدخل البهجة في قلوب البائسين والأرامل والاطفال واليتامى لتعم الفرحة عند الجميع فقيرهم وغنيهم «لوتراحم الناس مابات فيهم جائع ولاعار».
والرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول فيما معناه: «من أدخل الفرحة في بيت من بيوت المسلمين أدخله الله الجنة».
والدين الإسلامي بتعاليمه وأحكامه السمحاء أوصانا بالتكافل والتراحم الاجتماعي وصلة الرحم وخاصة في مثل هذه المناسبات الدينية، والتكافل الاجتماعي هو سمة من سمات الإنسان المؤمن.
والإنسان المؤمن لايرضيه ولايقبل على نفسه أن يحتفل بالعيد ويأكل ويشرب مالذ وطاب، ويلبس أبناؤه الثياب الجديدة وجيرانه الفقراء والمساكين لايجدون بغيتهم العيدية، أو شيئاً من هذه الأشياء.. وكل عام والجميع في خير وسعادة وعافية وصحة دائمة.
العيد في الريف أو عادات وتقاليد مدنية
الأخ/ عمار يحيى محمد الجليل، يروي عادات وتقاليد العيد ذات المميزات للاحتفاء به في المدينة:
للعيد في المدينة نكهة خاصة، حيث يتخذ فيها العيد صوراً مختلفة تتشكل في السعادة عند الأطفال وهم يرتدون الملابس الزاهية الجديدة لتعيد لنا ذكريات الطفولة والصبا.
ويشير الأخ عمار إلى أن العيد في المدينة يختلف عنه في الريف من حيث المظاهر الأخرى فقط، ويؤكد ماهية وخصوصية وعادات وتقاليد العيد المتعارف عليها بين أوساط المجتمع اليمني، كما قال: والعيد في المدينة يختلف عن الريف في بعض المظاهر، أما الثوابت الأخرى وهي المتعارف عليها في مجتمعنا اليمني تكمن في زيارة الأرحام والأقارب والاصدقاء وتبادل الزيارات والسلام والتحايا وكذا الذبائح ومساعدة الأطفال والفقراء وكل ذلك وأهميته تبرز في أنها تجسيد حي لمعاني وقيم العيد الدينية، وهي ذات الخصوصيات للإحتفاء وتعميق هذه المعاني القيمة والنبيلة والإنسانية، إنها قيم ومعاني دينية عظيمة تبرز في أوساط الناس لاسيما في مثل هكذا مناسبات دينية جليلة، ونتمنى أن نشاهد هذه اللمسات كصورة لها أهميتها وميزتها في مجتمعنا اليمني في مثل هذه المناسبات.
العيد في الريف أو عادات وتقاليد ريفية
وهناك عادات وتقاليد ريفية فمنها قد تكاد متشابة ومنها مغايرة، لكن الأخ/ أمين المقحفي وهو أحد المزارعين الذي يسرد لنا خصوصية الاحتفاء بالعيد في الريف يرى أن الاحتفاء بعيد الاضحى في الريف له صورة ذات النكهة التي قد تتشابه مع صورة الاحتفاء به في المدينة، رغم اختلاف نكهة العيد بين الريف والمدينة، كما قال:
هناك جملة من العادات والتقاليد العيدية ذات الخصوصية للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك تمارس في كل الريف اليمني وتكاد تكون متشابة في جميع محافظات الجمهورية وفي محافظة عمران تبرز في العيد هذه العادات مثل البرع والرقص الشعبي والرماية «التنصع».
حيث يجتمع الناس على أصوات الطبول والطاسات ويتبارون بالأشعار والزوامل مرددين ذلك وهم مجتمعون منتظمون على أشكال طوير، ويسيرون إلى مسافات بعيدة للالتقاء مع أبناء القرى المجاورة في مكان فسيح متفق عليه، ويتبادلون السلام والتحايا والتهاني والتبريكات وفي العيد أيضاً يتبادل الناس الزيارات الودية وخاصة بين الأهل والأقارب والاصدقاء وصلة الرحم، وتمتد هذه الزيارات إلى القرى المجاورة وأحياناً إلى المحافظات في حال هناك تقارب أسري «عائلي».
وأضاف أمين:أهم مايغير وجه هذه العادات العيدية تحديداً ذلك في هذه المناسبة الجليلة التي تأتي في وقت يصعب على الإنسان اليمني خصوصاً كما قال من أن يستقبل العيد ويحتفل به في ظل أوضاع معيشية متردية بالنسبة للمواطن اليمني من حيث الظروف المعيشية الصعبة المتمثلة في عدم توفير الأمن والاستقرار الغذائي نتيجة ماتشهده الأسواق اليمنية من هلع وجشع التي غيرت من وجه الاستقبال والاحتفاء بالعيد لاسيما وهو مناسبة دينية عظيمة حث على إحياء معانيها ديننا الإسلامي الحنيف.
وجبات العيد
وإلى الأسرة، أستطلعنا بعض الشيء فيما يتعلق بخصوصية الاستقبال والاحتفاء بالعيد من ناحية ماتتطلبه الأسرة لتوفير كماليات العيد،عائلة الدكتور/عبدالله وهي الأخت شمس شرف المهدي ترى أن الصيدله نكهتة الخاصة فيما يتعلق بتنوع الوجبات الغذائية وتوفير جميع مطالبة وكمالياته من وجبات غذائية،خصوصاً جعالته العيدية وهي أهم مايميز ذلك حيث قالت:
في العيد تتنوع مختلف الوجبات ذات الكماليات العيدية التي تتطلبها الأسرة ليكون للعيد نكهة متميزة هنا فيما يتعلق بما «طاب ولذ» ومن هذه الوجبات مثلاً «السبايا والسمن والعسل واللحم وغير ذلك من الماكولات،وهناك كماليات لهذه الوجبات ومهما كانت هذه الوجبات فلن تكتمل إلاَّ بتوفير وتنوع جعالة العيد مثل الكيك والزبيب والمليم وحلويات ولوز ومقصقص وبعض الحلويات المتنوعة مثل الكسكس والمكسرات وغيرها من الكماليات التي تتطلبها الأسرة في كل مناسبة من هذه المناسبات ولكنها أي الأسرة في هذه المناسبة الجليلة عجزت عن توفير متطلباتها الخاصة كهذا لعلها تحتاج إلى ميزانية خاصة لاسيما في هذه المناسبة التي يحتفل بها المواطن اليمني وسط هلع وجشع تشهده الأسواق المحلية التي ترتفع فيها الأسعار بشكل مخيف بسبب عدم انتشار أو وجود الرقابة الخاصة.
ومن هذا المنطلق لنشمل الحديث عن هذه المناسبة الجليلة بصورة إنسانية عامة إن نكها العيد اليوم أصبحت مغايرة لنكهته في الأمس سواءً عند الأسرة من جهة خاصة أو عند المواطن اليمني من جهة عامة، لاسيما عند الفقراء والمساكين والاطفال اليتامى.
وتضيف الأخت/شمس ففي العيد يتناول الناس الفطور والمكون من الفته والسمن والعسل والحليب والقهوة،حيث نعد نحن النساء الفطور مع طلوع الفجر.
محافظة حجة
العيد فيها أيضاً أهزوجة تترنم بها الشفاه وشلالات سعادة تنبعث من حنايا النفوس ليزداد تدفق الدماء في الأوردة والشرايين،فتكتسي ملامح الوجوه بالألفة والبشر وعلائم المسرات وبهجة الاقبال على الحياة لينسى الإنسان في هذه المنطقة شيئاً من همومه، ولعل فرحة العيد تكون أكثر تجسيداً في براءة عيون الأطفال أحباب الله التي نقرأ فيها خطوط المستقبل وإنطلاقة الحاضر وتقاسيم العزف على وتر الحلم الجميل.
وبعيد الأضحى عادات وطقوس وتقاليد تتشابه في أشياء وتختلف في أشياء أخرى بحسب خصوصية كل منطقة من مناطق اليمن وعمران وحجة منطقتان من مناطق هذا الوطن الذي تبرز فيه عادات وتقاليد وطقوس فرائحية يحيها أبناؤها خلال أيام العيد الحدث الديني والاجتماعي البهيج بعادات احتفائية ترسم خارطة الفرح في كل الوجوة وتعمق الحنين إلى الجذور وتعزز الانتماء إلى أمجاد وطن بلقيس وأروى وذي يزن.
وفي السطور التالية أيضاً، صورة مرصود فيها درجات حرارة المشاعر مرسومة وأرتسمت على طقوس العيد الاحتفائية ومسموعة للقصائد المتصلة بهذا العيد والحاملة الأريج العاطر أيضاً بجانب إيراد نماذج من زوامل ومساجلات شعرية وعادات قديمة وأغانِ خاصة بالأطفال وغيرها حاولنا تسجيلها من محافظة حجة في يوم كان لنا فيه «زيارة خاصة» !! سجلناها في هذا الاستطلاع..
موعد مع الديش
في مدينة«حجة» عاصمة المحافظة كان لنا لقاء سابق قبل العيد بيومين مع الأخ/محمد المشجري وهو مدرس بسيط الذي تحدث لنا قائلاً:
هناك خصوصيات للاحتفاء بعيد الاضحى المبارك، وكل منا وبحسب طقوس مدينته، وإمكاناته الخاصة، فأنا مثلي مثل غيري من الاخوة اليمنيين وخاصة البسطاء ،لأني موظف بسيط «مدرس» وعلى قدر راتبي تكون استعداداتي الخاصة وأهمها الملابس للأطفال وبقية أفراد الأسرة وشراء كبش للعيد مع كبش صغير آخر تذبحه الوالدة يوم الحج وهو يوم الطلوع إلى جبل «عرفات» ويتوزع منه للجيران يبقى منه للأهل ويتم ترتيب أثاث البيت وتنظيمه بالمناسبة.
وفي يوم العيد أيضاً نؤدي الصلاة ونسمع الخطبتين ونتبادل التهاني إنطلاقاً من المسجد الكبير مروراً بالشارع المؤدي إلى المنزل ونعاود الأهل والاقارب والجيران ثم أنتقل إلى حصن القاهرة لمزاورة أخواتي، وأمي كالعادة تذبح الضحية في نهار اليوم الأول ويجرى استقبال الضيوف حتى الظهر الوقت الذي تلتقي فيه الأسرة على مائدة الغداء الشهية، ثم نجتمع في المقيل مع الأصدقاء والجيران حتى الساعة التاسعة مساءً ، وفي المساء نتابع سهرات الديش إلى آخر الليل، أما اليوم الثاني نخصصه للأطفال للترويج عنهم لعدم وجود العاب أو حدائق وملاه في المدينة أو حتى المحافظة، ونضطر نأخذهم إلى ملاهي الحديدة فتكون السعادة كبيرة والفرحة غامرة بأيام العيد بالرغم من الظروف التي نعيشها في الوقت الحالي من خلال «الغلاء» في جميع محافظات الجمهورية بشكل عام.
استنفار مبكر
الأخ/عبدالخالق العنسي موظف قال:
الاستعداد للعيد يبدأ من منتصف شهر ذي القعدة بالتجهيز للمتطلبات والقيام بطلاء المنازل والجدران وتغيير الأثاث منها والفرش هذا بالنسبة للمنازل في المدينة، أما بالنسبة للقرية تقوم النساء بجلب التربة وتجميل المنازل بها، وهذا العيد هو لأول مرة كمناسبة نحتفل ويحتفل بها جميع الناس لم نستطع شراء وتجهيز الملابس للأطفال والأسرة بسبب إرتفاع الأسعار أو حتى نشتري كبش العيد كالعادة في كل مناسبة كهذه.
المرض معنى العافية
الشاب/أحمد يحيى المرهبي كان يترقب قدوم العيد بفارغ الصبر فقد هدف أن تكون المناسبة فرحتان، حيث كان يستعد لتوديع حياة العزوبية في العيد إلاَّ أن الأقدار شاءت له دون ذلك فأصابته بالمرض الذي أدخله المستشفى قبل أسبوع من العيد جعله يقول:
مايدرك معنى العافية إلاَّ الإنسان المريض فعيد من غير عافية وصحة ليس عيداً..
فالعافية لاتقدر بأي ثمن، فإذا كان الإنسان متعافي ولايشكو من أي مرض أو مشكلة فإنه لن يكون متواجداً في المستشفى وبعيداً عن الأسرة والقرية.
وأقول للجميع لاتغرنكم الدنيا بمتاعها الزائل،وأشكر الله سبحانه وتعالى على كل حال،وثقوا بأن العافية نعمة عظيمة أنعم الله بها على خلقه وعباده الذين يتوجب عليهم شكره ومجازاته على هذه النعمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.