أيها العقلاء من أبناء هذا الوطن يا من وصفكم نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأنكم أهل الإيمان والحكمة, أنتم اليوم وفي أي مكان كنتم في الحكم أو المعارضة, مسئولين وموظفين, مشائخ واعياناً, علماء ومثقفين, شخصيات اجتماعية, مواطنين وشباباً مسئولون مسؤولية كاملة عن أمن وحماية هذا الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته. ماذا عساي أن أقول لكم بعد بيان علماء اليمن مساء يوم الاثنين الماضي في جامع الصالح وكلمة فخامة الأخ الرئيس على عبد الله صالح لهؤلاء الكوكبة النيرة من العلماء، وما تضمنه بيان العلماء وكلمة الرئيس من نقاط واضحة وصريحة لمعالجة الأزمة التي يمر بها الوطن هذه الأيام؟! ألسنا جميعاً في وطن واحد ارتضى الجميع فيه الخيار الديمقراطي كأساس للحكم في ظل الثوابت الوطنية التي كفلها الدستور وأجمع عليها كل أبناء الوطن في استفتاء عام؟ فلماذا لا نعالج مشاكلنا وأزماتنا بالحوار وبالطريقة التي كفلها الدستور مادمنا ارتضينا جميعاً النهج الديمقراطي للتعبير عن آرائنا ومواقفنا والوصول إلى السلطة أو البقاء في المعارضة؟ ومادام استجاب ولي الأمر لإجراء الحوار وما توصل إليه علماء اليمن، والتزم أمامهم بتنفيذ ما يطلبونه منه لحقن الدماء والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره؟ أليس العلماء هم ورثة الأنبياء وأعلم الناس بالحلال والحرام وبما ينفع الأمة ويحقق مصالحها ويحل مشاكلها وأزماتها انطلاقاً من قول الله تبارك وتعالى: «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول».. وعلماؤنا الأفاضل قد بينوا موقفهم ورأيهم تجاه ما يمر به وطننا اليمني الحبيب هذه الأيام من أزمة وقدموا مبادراتهم لحل هذه الأزمة ووافق عليها الرئيس والتزم بتنفيذها حقناً لدماء اليمنيين وحرصاً على وحدة الوطن.. فلماذا التلكؤ والتسويف وعدم الرد على مبادرة العلماء من قبل المعارضة أو قيادات أحزاب اللقاء المشترك بشكل خاص..؟ ماذا تريد هذه القيادات والأحزاب بعد هذه المبادرة؟ ألم تكن مطالبهم تتمحور حول التعديلات الدستورية المتعلقة بانتخابات الرئيس وقانون وإجراء الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية؟ فلماذا لا تستجيب هذه الأحزاب والقيادات فيها لمبادرة الرئيس والعلماء وقد تضمنت كل هذه المتطلبات بل وأكثر منها؟! لذلك أخاطب العقلاء في هذه الأحزاب أن يتقوا الله في هذا الوطن ويغلبوا مصلحته العليا على أي مصالح حزبية أو شخصية ضيقة ويستجيبوا لصوت العقل والحكمة ومبادرة ولي الأمر وأولي العلم والتقوى من العلماء درءاً للفتنة وحفاظاً على وحدتنا الغالية وحقناً لدماء أبناء الوطن الواحد والعودة إلى طاولة الحوار للخروج بحلول مناسبة لهذه الأزمة تحقق ما نصبو إليه جميعاً في هذا الوطن من خير وسلام وأمن استقرار ووحدة ووئام. أيها العقلاء في الحكم والمعارضة أيها العقلاء في صفوف الشباب والمثقفين, أيها العقلاء في كافة أرجاء وطننا الحبيب: اليمن أمانة في أعناقكم وبحاجة ماسة اليوم إلى توحيد رؤاكم وجمع شملكم وتوحيد صفوفكم من أجل المحافظة على وحدة اليمن وأمنها واستقرارها، فهي ليست ملكاً لشخص أو فئة أو منطقة أو حزب معين، بل هي ملكنا جميعاً والحفاظ عليها مسؤوليتنا جميعاً. وتأكدوا أننا جميعاً نبحر على ظهر سفينة واحدة هي سفينة الوطن ومسؤوليتنا أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة أن نوصلها إلى بر الأمان، لأنه إذا ما عصفت بها أعاصير الفتن والتحديات والأخطار التي نجابهها اليوم فستغرق في بحر الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى التي ليس لها قرار.. فاحرصوا على أن تَصِلوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان وشاطئ النهوض والتقدم والاستقرار, والله يوفق الجميع لما فيه خير اليمن وتقدمها وأمنها واستقرارها. (*) أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]