لم يكن أحد يتوقع من أولاد الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر، هذا الانقلاب السافر على الوطن الذي أكلوا من خيراته، وتمتعوا بطيباته، واستغلوا ثرواته، وصنع منهم رجال مال وأعمال، وأصحاب مؤسسات وشركات ومنحهم لقب (شيخ) من أكبرهم وحتى أصغرهم وكان الأولى والاجدر بهم أن يكونوا هم أكثر حباً للوطن وأشد دفاعاً عنه وأعظم حفظاً لممتلكاته من باب:(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) لكن أن يصيروا أول منقلب على هذا الوطن وأسرع مسيء إليه وأشد حاقد عليه وأعظم عابث به فهذا حمق وسفه وجهل وطيش. ثم أين هم من والدهم الحكيم المشهور، والوطني الغيور، الذي اعترف لهذا الوطن بالجميل وأكد أن الوطن سبب شهرته وغناه، فعندها لم يسىء إليه، وفارق الوطن رحمه الله والجميع راضٍ عنه، ويترحمون عليه، ويدعون له بالمغفرة والرضوان! وماذا على أبنائه من بعده لو قاموا باستثمار هذه الأموال الطائلة، التي مصدرها هذا الوطن المعطاء، في البلاد وقاموا بتشغيل الأيادي العاملة، وانشأوا المصانع وبنوا المدارس والمساجد وكل وما يعود عليهم أولاً وعلى الوطن ثانياً وعلى المواطن ثالثاً بالخير والنفع العميم، وحينئذ سيكون رضاء الخالق، وحب الخلق، بدلاً من شراء الأسلحة والذخائر وآلات الفساد والافساد!! لكن كل ذلك لم يحصل من أولاد المرحوم عبدالله الأحمر بل سعوا جاهدين إلى محاربة الدولة وتخريب منشآت الوطن ، واحتلال مؤسسات الدولة، وقتل الأبرياء من المواطنين، وتشريدهم من منازلهم بغير وجهة حق ، وتفضيل القبيلة على الدولة، وإعادة عهد المناطقية وزمن الإقطاعات، ودهر الدويلات ، وأيام السلطنات والمشيخات ، ناسين أو متناسين الثورات اليمنية المباركة التي قامت على إثرها الدولة اليمنية الحديثة المدنية ، ذات النظام والقانون، والشريعة والدستور، التي تلغي التمييز بين الطبقات وتعطي الحق لكل مواطن، وتتيح الحرية لجميع الناس. وليعلم أولاد الأحمر أنه من المستحيل إضعاف الدولة والوقوف في وجهها ،وأن القبيلة مهما كبرت أو عظمت فإنها ستنهزم وتضعف أمام هيمنة وعظمة الدولة بكل ماتمتلكه من جيش وأسلحة ومؤسسات عسكرية والحر تكفيه الإشارة!!