هل يمكن للشعب اليمني أن يتوقف عن ممارسة الحزبية اللعينة عشرين سنة على الأقل ؟ لأن الواقع أثبت أن الحزبية من معوقات التقدم وأنها من أسباب تحكم الشيطان الرجيم في مصايرنا. أصدقاء حزبيون ، تنكروا لقناعاتهم وقادهم الشيطان بسلاسة إلى حيث العصبية الجاهلية ، سلطة ومعارضة ، فالولاء الحزبي ظهر أكثر مما ظهر الولاء لشريعة الله والوطن . أصبح الحزبي يأتمر بأمر الحزب ، مخلفاً وراءه كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، المتحزب أصبح مصاباً بهستيريا متشنجة ، ينسى معها دينه ووطنه .. ليستوي في ذلك العاقل والمجنون، الجاهل والعالم . إن قانوناً ضرورياً لابد أن يصدر لتقنين الحزبية وحصر هذه الحزبية على وظائف معينة ، يستثنى منها وظيفة الجيش والأمن والتربية والتعليم ، لتكون الحزبية حراماً في هذه المؤسسات الثلاث . لم يفهم المتحزبون - وهذا ماظهر جلياً في اليمن أخيراً - أن الحزبية وسيلة، بل ظهرت الحزبية غاية الغايات ومنتهى السؤل وغاية الطلب ، وقال مثقف إن الحزبية ضرورة للارتزاق بعد أن حاصر الفقر الشعب والمثقفين بوجه خاص (وكلة جمل!!). وبناءً على هذا فإن الحزبية غدت في الشارع اليمني سلعة تجارية تخضع لشروط العرض والطلب، فاليوم إخواني وغداً مؤتمري وبعد غد ناصري والذي بعده ناصري وهكذا دواليك... الحزبية غدت في بلاد العرب طلبة الله ولو كانت على يد الشيخ إبليس وجنده ومناصريه.. حرب حرب، سلام سلام ، تكسير تكسير، توقيع توقيع ، مافيش توقيع مافيش، إن المطلوب أن يصدر قانون يحرم الحزبية في المساجد ، فلقد غدت بعض المنابر دعاة فتنة وإرهاب ودعوة للأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ولابد من ملاحقة دعاة الفتنة المتحزبين المخربين المتعصبين وإخضاعهم لمحاكمات عادلة . أقول هذا واستغفر الله لبعض العلماء المجرمين الغافلين الذين دعوا لعصبية حزبية وظلم للرعية ولا أقول إلا اجتهاداً، وأرجو أن يثيبني الله عليه ثواب المصيب ورحمة الله واسعة وكرمه عظيم .