في عهد الرئيس علي عبد الله صالح خرجت الحزبية من مكانها وقذفت في العلن، وطبيعة الإنسان أن يجري وراء مصالحه، ولما كان المؤتمر هو الحاكم، فإن بعض المتحزبين القدماء دخلوا في الدين الجديد، استغفر الله في الحزب الجديد ، حزب المؤتمر الشعبي العام ، الذي لا أعرف إلا أنه نظام غير نظام الأحزاب التي تقبل الأفراد وفق نظام معين وثقافة معينة وفهم معين، ثم تقوم هي بدور التوعية والتثقيف ثم التوجيه، براً وبحراً وجواً، فالأرواح رخيصة في سبيل الحزب أو الجماعة أو التنظيم ولا صوت يعلو فوق صوت الحزب وإلا شئت قلت فوق صوت المصلحة . والمشكل الوحيد أن يكون لديك بطاقة من المؤتمر الشعبي، فأنت مؤتمري بالبطاقة وليس غير، فلتكن اشتراكياً أو قومياً أو إصلاحيا أو أي شيء آخر، وإذا حصل أن تجتمع اللجنة الدائمة أو اللجنة العامة - وهي السلطة الأعلى في الحزب - انفض السامر بعد بعض الحوار الناقد الممتاز الذي يعد مكرراً أحياناً. لي أصدقاء أعرفهم حزبيون قدماء، عندهم استعداد أن يكونوا في أي حزب وأي جماعة، وهم الآن في المؤتمر، وقد كانوا في كل الأحزاب، والفائدة الوحيدة الإيجابية التي حصلوا عليها هي تنوع ثقافي، فمن اشتراكية إلى قومية إلى إصلاحية إلى مؤتمرية.. إن هذا الذي كان ينادي بشعار الكمبرادورية وصراع الطبقات، فجأة أصبح ينادي بخصوصية الأمة العربية، وإذا به ينادي بالإسلام هو الحل، وهو يذهب إلى إن «الميثاق الوطني» هو المرجع الوحيد للعمل الوطني، ولا نعلم ماذا سينادي غداً. هذا الحزبي «الحربائي» كبعض القضاة الذي استساغوا الحرام، فهو قادر «بمدد» من الشيطان أن يصدر حكماً على مقاس من يدفع أكثر، فهو قادر، أي هذا الحزبي ليس على أن يلتحق بأي حزب قادم، بل على صياغة أفكاره مقابل أن يسرق و«يتمصلح». نحذر من هذا الطراز « أبو فاس» الذي ينفع أو بالأصح لا ينفع لكل علة، وعلى ثقة بأن هناك شرفاء قادرين على حماية مصالح الأمة والنجاة بها من كل الأهوال والشرور، وليحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين الانتهازيين .