إلى ماذا تتطلعون وتأملون وتطمحون الآن بعد أن انكشفت الرؤية واتضحت الأمور وبانت النوايا وسقطت الأقنعة وحلقت الرؤوس والذقون وعجزت الألسنة عن الكلام والتعبير يا أولي الألباب ماذا بعد إذاً؟ ماذا تريدون؟ ماهي حجتكم؟ وإلى ماذا تستندون؟ وماهي المهمة أو القضية التي أوكلت إليكم وتدافعون وتناضلون من أجلها؟ هل اليمن قضيتكم وحدكم التي تسعون وتخططون وتحللون من أجلها؟ هل كتب لكم الشعب عقد ملكية ووقع لكم عليها أم ماذا؟ أين نحن من أحاديثكم وأقاويلكم التي ملئت وضجت وصخبت منها مسامع الناس؟ أين نحن منكم ؟ من فوضكم وأعطاكم الحق وسمح لكم أن تتكلموا باسم الشعب؟ أين أصواتنا وحقنا الذي كفله لنا الدستور والقانون؟ هل صادرتموه وأصدرتم به قراراً في مجلسكم “الانتقالي” الذي تزعمون به في الساحات والشوارع والحارات وفي مخابئ وملاجئ العملاء والخونة من أنتم؟ وكم عددكم؟ وهل حقاً تنتمون إلى اليمن وتحملون الجنسية اليمنية أم ماذا ؟ فأبناء اليمن الأصليون حقاً لا يقومون بما قمتم به من أعمال مهينة ومشينة في حق الوطن وأبنائه، لقد تماديتم وأسرفتم وزرعتم في الأرض فساداً بأفعالكم تلك يامن تقولون وتنادون بمحاربة الفساد وبأنكم مع الضعفاء والمظلومين والمساكين والمحتاجين، أين أنتم منهم حقاً ؟ أين التبرعات والمساعدات والهبات والعطايا التي كنتم تجمعونها ؟ أين ذهبت؟ ولمن ؟ ومن هو المستفيد منها فعلاً ؟ أين أنتم من الوطن والشعب؟ أين وطنيتكم وضمائركم وعقولكم وقلوبكم من الوطن؟ هل ما حدث ويحدث على أرض الواقع من تدمير للمنشآت والمؤسسات والوزارات والمرافق الحكومية التي تم تدميرها وسلبها ونهبها هل هذا يفرحكم ويسعدكم ويثلج صدوركم ويريح أعصابكم؟ أين أنتم من ذلك ومايحدث؟ يا من تصفون أنفسكم بالعقلاء والمصلحين.. أين أنتم؟وأين إدانتكم وشجبكم واستنكاركم؟ ماذا بعد إذاً وعن ماذا تبحثون وماذا تريدون؟وأين هذا الإصلاحات والدولة المدنية الحديثة التي تتكلمون عنها وأنتم تسعون في الأرض فساداً؟ لقد أحرقتم الحرث والنسل.. ماذا بعد إذاً؟ أفيقوا من سباتكم العميق وأرجعوا إلى رشدكم وصوابكم وأعلموا أن عدونا واحد وقضيتنا وديننا وعقيدتنا وربنا ونبينا واحد ولن نسمح لأحد بأن يتدخل في شئون بلادنا الخاصة. لقد زرعتم الفتنة بين الناس ونشرتم الرعب والخوف بين أبناء الوطن وعطلتم مصالح وأعمال الناس وتسببتم في تعطيل الحياة الخاصة والعامة وعرقلتم سير العملية التعليمية مما تسبب في تعطيل تحصيل أبنائنا وبناتنا الدراسي في المدارس والجامعات وأفزعتم الكبار والصغار ونشرتم أفكاراً ومعاني ومفاهيم وقيماً ومبادىء مسمومة لتشوهوا بها عقول ومدارك وأفكار أبنائنا. لذلك أقول لكم: أفيقوا وأعقلوا وتعقلوا وأرجعوا إلى رشدكم وصوابكم لأن العواقب ستكون وخيمة علينا جميعاً إذا استمررتم في عنادكم وإصراركم وافتراشكم للساحات والشوارع والحارات لتفتعلوا بذلك الأزمات وأنتم تعلمون أن بلادنا اليمن بخير وليس فيها مما تدعون إليه بنشركم للفوضى وتعطيل الحياة العامة للبلاد ،وأنتم تعلمون أن بلادنا اليمن لديها دستور قوي مستمدة قوانينه وأحكامه من كتاب الله وسنة رسوله الكريم إلى جانب أن بلادنا تتمتع بالديمقراطية وحرية التعبير والرأي وصحف وصحافة بلا قيود لكنكم أردتم بأفعالكم هذه أن تسيئوا إلى البلاد وإلى قائدها ورمزها الفذ المناضل باني نهضة اليمن وموحد أرضها حقداً منكم على القائد والوطن، إذاً ماذا تريدون بعد أكثر من ذلك !أليست تلك هي الحرية والديمقراطية التي أسأتم استخدامها وأسأتم بها إلينا جميعاً لذلك لن نسمح لأحد أن يتطاول أو يتجرأ أو يعبث بأمننا ووحدة شعبنا، كفى ويكفي ما جرى وحدث على أرض الواقع ، لقد أسأتم وشوهتم سمعة بلادنا بأفعالكم وأقاويلكم تلك. أفيقوا وعودوا إلى صوابكم لقد أزعجتمونا وعطلتم مصالحنا وأعمالنا. لذلك لن نسمح بالفوضى والغوغاء تنتشر في بلادنا الآمنة بلاد الأمن والأمان والإيمان والحكمة اليمانية أفيقوا يا أولي الألباب.