لايتطلع إلى بناء الوطن وتأمين حياة الأجيال إلا الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه, أما الذين باعوا ضمائرهم من أجل الدرهم والدولار واليورو فإنهم لايفكرون بمصالح الوطن والمواطن, ولم يعد يهمهم تأمين مستقبل الأجيال, لأنهم قد أسسوا لحياتهم ومن معهم خارج حدود البلاد, وهم يظنون بأنهم وهم يفعلون ذلك يحظون بالاحترام في البلدان التي بنوا وأسسوا فيها ولم يدركوا أنه لاكرامة ولاعزة ولاشموخ إلا لمن كان شديد الإيمان بقدسية تراب الوطن وأن ولاءه لله ثم لوطنه وشعبه, ولذلك نقول لأولئك الذين باعوا ضمائرهم:إنه لاخير فيكم لشعبكم ولذلك فإن الآخرين لايمكن أن يركنوا عليكم أو يمنحوكم الاحترام. لقد صدق المثل اليمني القديم الذي قال«من بنى في غير بلده لا له ولا لولده» وكنت أتمنى من رجال المال والأعمال الذين استثمروا أموالهم في خارج حدود البلاد أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يسخروا أموالهم من أجل إعمار الوطن وليس من أجل تدميره من خلال دعم التخريب والتدمير والإصرار على الدفع للشيطان, وهنا نقول لهم :كفوا أيديكم عن دفع الأموال للتخريب, واعلموا علم اليقين أن ثروتكم التي جمعتموها وأسستم استثماراتكم خارج حدود الوطن هي من عرق أبناء الشعب, وألا يكفيكم أنكم هربتم تلك الثروة إلى خارج الشعب, وألا يخجلكم أمام العالم الفتات الذي أبقيتموه في الشعب تحاولون تخريب البلاد, وهل هذا الولاء الوطني والقيم والمثل الإنسانية؟ إن أمثال هؤلاء عقوا الوطن مرتين الأولى عندما هرّبوا الثروة من أجل الاستثمار خارج الوطن والثانية عندما سخروا الفتات من تلك الثروة لدعم التخريب والتدمير وتعطيل الحياة والقضاء على مصالح الناس, إن عقوق الوطن جور ولابد أن يأتي اليوم الذي تتمنون أن تقبلوا وتسجدوا لتراب هذا الوطن ولن ينفعكم غناكم لأنكم سخرتموه لتخريب الوطن, واعلموا علم اليقين بأن الله مطلّع على كل صغيرة وكبيرة وسيريكم عواقب سوء أفعالكم, أما الوطن فإنه بخير مادام قائده وباني نهضته المشير علي عبدالله صالح وكل الخيرين بخير وعافية وسيعيد إعمار اليمن بإذن الله.