إب الجمال والطبيعة ترتدي هذه الأيام ثوبها الأخضر السندسي الفاتن المرصع بالحلي والجواهر الربانية، وتكشف النقاب عن وجهها الجميل فتبرز محاسنها الجذابة التي تخطف الألباب وتأسر القلوب ويهيم في عشقها واخضرار جمالها السائحون، ويسبح في وديانها وسهولها وجبالها الزائرون، فتبسط ذراعيها محتضنةً إياهم بحنانها الفياض معانقةً بصدرها الدافئ كل المحبين والعاشقين لها ممن اعتاد على ارتيادها في كل عام، مستنشقاً نسيم هوائها الشافي وشارباً من مائها الصافي الذي يبرأ منه السقيم ويتعافى منه العليل، فينشرح الصدر ويسترخي الجسم فيمتد تحت ظل أشجارها فتنثر عليه كل معاني الأنس وتنهل عليه جميع مرادفات السعادة ومفردات الهناء، فترتسم فوق شفتيها ابتسامةً مشرقةً ينساب من بين ثناياها الماء العذب في جداول منسابة مكونةً شلالات طبيعية أبدع الإله في صنعها. ومن حولها تتراقص حبات المطر وزقزقة العصافير الممتزجة بخرير الماء وحفيف الشجر وتمايل الأغصان فينتج عنها معزوفة لحنية مستوحاة من جمال الطبيعة تشنف السمع وتذهل الأبصار وتشعل الأحاسيس والمشاعر، فيتمنى الزائر والسائح أن تطول دورة حركة عقارب الساعة وتمكث الشمس في كبد السماء فلا تنحدر بسرعة نحو الغروب، حتى لا يفارق هذه المحافظة السياحية التي اعتادت أن تسحر بجمالها وخضرتها ومناخها ومائها كل الزائرين وتأسر بدلال حسنها قلوب السائحين في كل موسم من مواسمها السياحية السابقة. ولكن في هذا العام يأتي والوطن يتألم من الصراع السياسي الذي قضى على كل جميل، يأتي هذا الموسم السياحي وإب الخضراء تسيل على خدها دموع الحزن والحرقة تكوي الفؤاد ويزداد الألم على الرغم أنها لم تحترق بنار الأزمة السياسية كبعض محافظات الجمهورية، لكن الحقيقة أن دموع محافظة إب تذرفها ألماً وحزناً على ما أصاب الوطن من خراب ودمار ومن حقد وكراهية بين الأطياف السياسية المتنازعة وما لحق الوطن من خسائر فادحة في الاقتصاد والبنية التحتية، وخسائر في الأرواح البشرية والممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات وتدمير المنشآت الخدمية وتعطيل الحياة العامة وإيجاد فوضى خلاقة ومواجهات شرسة بين الأطراف المتنازعة في بعض محافظات الجمهورية. هذه كلها معوقات ومعضلات جسيمة أمام السياحة في وطننا الحبيب بشكل عام ومحافظتنا الغالية بشكل خاص، فيا ترى كيف سيتعامل معها محافظنا المخضرم القاضي أحمد عبد الله الحجري صاحب الباع الطويل في المجال السياسي والقيادي الذي استطاع بحكمته وحنكته وعلاقته الشخصية والاجتماعية وتعامله الإنساني الراقي مع جميع أبناء المحافظة على السواء دون تمييز أن يكسب حب واحترام الجميع بدون استثناء واستطاع تجنيب محافظتنا ويلات الخراب والدمار الذي شهدته بعض المحافظات الأخرى، فهل سينجح في تحقيق حلم المحافظة وحلم أبنائها الكرام الذي حمله على عاتقه وانطلق في تنفيذه من خلال المشاريع السياحية المختلفة التي تهدف إلى توفير المقومات السياحية الأساسية التي تمكن المحافظة في المستقبل القريب أن تكون المحافظة السياحية والمصيف ألأول في الجمهورية يقصده السياح والزوار من شتى بقاع العالم؟. وماذا عن أميننا الأمين العام الأستاذ أمين الورافي مهندس المهرجانات السياحية السابقة كيف سيستقبل الموسم السياحي لهذا العام وما عسى هو فاعل أمام التحديات الحالية التي تواجه وطننا الحبيب اليمن السعيد، فهل ستشهد محافظتنا مهرجانات سياحية وفعاليات ثقافية وأدبية كما في السابق لاسيما والمهرجان السياحي في العام الماضي دشن فعالياته فخامة رئيس الجمهورية شفاه الله وعافاه وأعاده إلى أرض الوطن سالماً؟. تحديات جسيمة ومسؤولية عظيمة ومطالب كثيرة أمام قيادة المحافظة فهل ستنجح في تنفيذها في ظل هذه الأزمة السياسية الخانقة التي كادت تعصف باليمن وتجره إلى الهاوية؟!. وهل ستُقام المهرجانات السياحية لهذا العام؟! وهل سيستمر تنفيذ المشاريع التنموية والسياحية بمحافظتنا الغالية؟! أسئلة وتحديات كبيرة أمام قيادة المحافظة ولعل الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عليها على أرض الواقع الفعلي.