دأب الإخوة في حزب التجمع اليمني للإصلاح من بداية تأسيس حزبهم هذا دأبوا على ممارسة مبدأ التضليل والتعمية، وإخفاء الحقائق، وانتهجوا سبيل تزيين الظاهر دون الباطن، والعناية بالشكل لا المضمون، وحاولوا كسب رضا الناس بالأقوال المعسولة، والابتسامات المصطنعة، حذرين غاية الحذر من أن يعلم أحد بأهدافهم، أو يطلع فرد على غاياتهم ومقاصدهم. وحتى تنجح الخطة، خاطبوا الناس باسم الدين، وظهروا أمامهم بزي الصلاح، واتخذوا لهم أسماءً جذابة، ومسميات بّراقة، كي يأسروا القلوب، ويدخلوا إلى الوجدان بلا استئذان. وإذا ما أردت توضيحاً لذلك، فهاكه مفصلاً: أطلقوا على حزبهم اسم “التجمع اليمني للإصلاح” وهي كلمات ثلاث تحمل في طياتها معانٍي سامية، لو طبقت جيداً لحصل النفع الكثير، والخير العميم، لكن ذلك لم يحصل، وما أجمل واقعهم المعارض وهو يشهد بخلاف ذلك، ويؤكد أن ذلك مجرد اسم ليس غير.. أطلقوا على رمزهم اسم “الشمس” التي توحي بالضياء والنور، ولله دار الأيام التي أثبتت ظلام أفكارهم، وسواد أفعالهم. أطلقوا على صحيفتهم اسم «الصحوة» وهو اسم يحمل في طياته معاني عظيمة، غير أن جوّهم تلبد بغيوم الحقد والعداوة والشراسة، وأمطر حرباً على اليمن وأهله، ولم يعد صحواً. أطلقوا على جامعتهم اسم “جامعة الإيمان” بيد أن بين جامعتهم وبين “الإيمان” ما بين المشرق والمغرب من البعد، وصارت مخزناً للأسلحة والنيران. أطلقوا على قناتهم اسم “سهيل” وهو نجم كان اليمانيون إذا رآوه استبشروا خيراً، وأيقنوا أنهم سيمطرون بفضل الله، حتى أطلق عليه سهيل اليماني، إلا أن “سهيل” الإصلاح ظهر فأمطر أهل اليمن فتناً ومحناً ومصائب. وبالتأكيد فإنهم لم يتخذوا هذه الأسماء من باب الصدفة، وإنما بعد قراءة جادة، وتفكير عميق، ليسحروا بها ألباب وعقول القوم، غير أنه وفي النهاية اتضحت مقاصدهم، وانكشفت حقائقهم، فسخر الناس منهم، وانفضوا من حولهم، وانقلبوا عليهم ولا يفلح الساحر حيث أتى.