كنا قد سمعنا أن رجل الأعمال توفيق عبدالرحيم حلّ أزمة الغاز بالاتفاق مع قبائل من مأرب لتأمين وصول الغاز المنزلي معززاً مكرماً إلى كافة محافظات الجمهورية بريفها وحضرها مقابل (قص مبلغ) يحتسب على تسعيرة كل اسطوانة, فحلّت الأزمة بلمح البرق, وجاء الخراب بنفس السرعة على جيوب البسطاء من الناس الذين (تكعفوا) (1800) ريال قيمة الاسطوانة رغماً عن أنوفهم. فإذا كانت الرواية صحيحة فهذا يعني أن المواطن سيكون ما بين فترة وأخرى ضحية ابتزاز المتقطّعين والخارجين عن القانون. وها هي بشائر حليمة التي عادت إلى عادتها القديمة, الغاز يعدم من جديد خلال الشهر الفضيل, وطوابير الأطفال والنساء والشيوخ نشاهدها أمام محلات وكالات بيع الغاز والسعر غير السعر المتفق عليه مع المتهبشين لتصل الزيادة المضافة ما بين مائتين وخمسمائة ريال!!. كنا قد سمعنا أن هناك نوعين من البنزين أنزلا إلى الأسوق المحلية, الأول بترول خالٍ من الرصاص والآخر مدجج بالرصاص والجعب.. المصيبة هي أن المواطن البسيط وحتى «الصعب» لا يستطيع أن يفرّق بينهما وإن كان في قرارة نفسه يفضّله بالبارود, كيف لا ونحن شعب تخزن بين ظهرانينا ستون مليون قطعة سلاح. إن البترول الذي يُباع حالياً بنوعيه- لا فرق بينهما سوى في السعر, وإن كان البترول الخالي من الرصاص لا يتوافر في أية محطة إلا ما ندر, فالناس يتحدثون أن البترول المصفّى من الرصاص لم تصل شحناته بعد, وأن ما يباع بالتسعيرة الجديدة «متروس ترس بالرصاص».. فلماذا السبع لفات التي جعلت المواطن (يسوِّم)وهو يحسب الفارق مابين السعر القديم والسعر الجديد وبالذات أصحاب التكاسي ، أليس من الأجدى مصارحته بدلاً من إدخاله في متاهه الرصاص، ونخبره بأنه في ظل الظروف والأوضاع التي تمر بها البلد لا تستطيع الدولة أن تدعم المشتقات النفطية وتبيعه بسعر بخس؟!. كنا قد سمعنا أن فرقاً سوف تقوم بمراقبة الأسعار, وأن المواطن ما عليه إلا أن يرفع سماعة هاتفه ويتصل للإبلاغ عن أي متلاعب بقوت المواطن حتى تقوم مكاتب الصناعة والتجارة بضبط هؤلاء التجار الجشعين. ما سمعناه كلام جميل, وما ينفذ خارج نطاق التغطية, فالأسعار نار موقدة, فالسلعة الواحدة يختلف ثمنها من محل إلى محل ومن بقالة إلى أخرى متجاورتين في شارع واحد, وهذا يعني أن ما تسمعه من كلام وتقرأه من تصاريح صحفية عن ضبط متلاعبين وإغلاق محطات هو عبارة عن نية لا يتبعها العمل. كنا قد سمعنا أن وزارة الداخلية تنفّذ خطة لمنع التجول بالسلاح في المدن الرئيسة, إلا أن المبندقين زاد عددهم .. وحتى المدن التي لم يكن أهلها يتفاخرون بحمل السلاح وجدناهم لا يتمنطقون بالسلاح الخفيف فقط, بل أضافوا إلى المسدس والآلي جعباً من القنابل إضافة إلى قذائف صاروخية والبوازيك.., نشاهدهم كل يوم في وضح النهار بمدينة تعز التي ينطبق عليها مقولة: “أردنا تمدّن عمران فتسلّحت تعز”!!. إنه العجب في رجب والصيام في رمضان مما نسمعه هذه الأيام من كلام اشبه مايكون بالضحك على الذقون.