كان الغاز المنزلي في رمضان متوفراً على غير العادة في السنوات الماضية حيث كان المحتكرون للغاز ينغصون حياتنا وفي مقدمتهم شركة الغاز التابعة لوزارة للنفط وكانت الطوابير غير المعتادة في بعض شهور السنة تظهر قبل حلول شهر رمضان بكثافة وبصورة متواصلة وتزداد كثافتها مع حلول الشهر الكريم بأيام.. ولايعني ذلك أن مشكلة الغاز لاتتكرر في معظم أيام السنة سواءً من حيث الكميات المعروضة التي لاتلبي الطلب أو نقص الاسطوانات بمعدل ثلاثة إلى أربعة كيلو وكان اليمنيون عبارة عن رهينة لشركة الغاز ومسوقها ووكيلها المشهور بسطوته على وزارة النفط وفروعها في مادتي البترول والغاز، فيقال بأنه كان لايرد له طلب ولايستمع إلا لكلامه وردوده على الشكاوى المستمرة من المواطنين أصحاب المحطات وخاصة في محافظتي تعز وإب.. وتكونت لدى الجميع قناعة بأنه وراء إغلاق بعض محطات تعبئة الغاز بتعز واستحواذه عليها بعد أن كانت قد بنيت واشتغلت لفترة من الوقت بحيث لايظهر أي فرق في الوزن بين ما تعبئه وما يعبئه في محطته الضخمة، ولم يكشف ذلك السر في نقص المعروض ونسبه اختفائه في رمضان إلا ظهور وكيل جديد من عدن ومحطته الواقعة بين تعز والراهدة. فبالإضافة إلى مساهمته في تأمين الغاز في رمضان اتضح أنه لاينقص الاسطوانات بدليل أن الاسطوانة الواحدة تدوم لأكثر من أسبوعين مقابل أسبوع أو أقل لتلك التي يعبئها, وأنه بالإضافة إلى ذلك يوصل الغاز بسياراته إلى الوكلاء وأصحاب المعارض بخلاف ما كان عليه الحال في السابق، حيث كان كل وكيل يذهب بشاحنته إلى المحطة ويطوبر بها عدة أيام ولايحصل على الكمية التي يطلبها حسب ماقاله أحدهم والذي كان يبشرنا بالزيادات التي يفرضها رغماً عن التسعيرة المقررة التي كانت تؤكد شركة الغاز الحكومية بأنها لم تتغير مما زاد من التكهنات بأن الجانبين كانا يتفقان على كل ما يسيئ إلى سمعة الدولة ويكبد المواطن المتاعب المادية والجسدية في البحث عن الغاز. وفي الأسبوع الماضي سمعنا أن شركة في مأرب لتعبئة وتسويق الغاز قد هددت شركة الغاز الحكومية بالانتقام إذا حاولت منعها من العمل وفق القانون، وأنها أي الشركة الجديدة تستطيع إيصال الغاز بالكمية والوزن العادي والسعر المناسب إلى كل محافظة وعند ذلك سيختار المواطن المستهلك الفائدة والسلاسة في البيع ولن تبقى الطوابير والتعب الذي كان سمة الحياة اليومية منذ أن ظهرت محطة الجند للغاز قبل ربع قرن تقريباً لتصبح امبراطورية نافذة في اليمن لايستطيع أحد منافستها إلى أن قامت الثورة وتحرر المستثمرون المحليون من الخوف والفشل، وأعلنوا أنفسهم وبدؤوا في العمل الذي يلقى الترحيب من المواطنين في المحافظتين على الأقل.. تعز وإب. ودائماً يأتينا الخير من بندر عدن..!