سُئل أحد السياسيين الغربيين: من هو الإنسان الغبي من وجهة نظره كسياسي؟!، فأجاب وبكل بساطة: إن الإنسان الغبي هو الذي لا يستطيع أن يميّز بين أصدقائه الحقيقيين وبين أعدائه الحقيقيين، فيتعامل مع أعدائه كأصدقاء، ومع أصدقائه كأعداء، فيخسر أصدقاءه ويفقد دعمهم ومساندتهم، ولا يكسب ود أعدائه ورضاهم، يعني هو الذي أضاع أصدقاءه وأبقى على أعدائه!!.. وحتى تكون الصورة أوضح فقد ضرب مثلاً بالعرب وعلاقاتهم مع بعضهم وعلاقاتهم مع دول الشرق والغرب.. وقال: العرب لا يثقون بأنفسهم؛ ويميلون إلى دول الغرب وبكل قوة وبالذات بريطانيا وفرنسا وأمريكا، ويتعاملون معها كدول صديقة رغم المواقف المغايرة والمعادية التي تنتهجها هذه الدول في تعاطيها مع العالم العربي وقضاياه وبالذات حين يتعلق الأمر باسرائيل عدو العرب الأول؛ بينما يتجاهلون وبكل غباء دولاً مثل الصين وروسيا وألمانيا وغيرها من الدول التي يمكن أن تحقق توازناً قوياً وتجبر أمريكاوبريطانيا وفرنسا على إعادة النظر في سياساتها تجاه العرب. فقط لو حوّلوا استثماراتهم باتجاه دول الشرق، وفتحوا الباب للشركات المنافسة بما فيها شركات من العالم الإسلامي؛ لأن المواقف السياسية تحكمها المصالح الاقتصادية قبل أي شيء آخر، وتساءل: هل يوجد تكامل اقتصادي بين الدول العربية، وهل توجد سوق عربية مشتركة؟! طبعاً لا.... !!!!. ولو كان الأمر يتعلق بالأنظمة الحاكمة فقط لقلنا إن لهم حساباتهم الخاصة التي تدفعهم إلى مصادقة الأعداء ومعاداة الأشقاء والأصدقاء من أجل الحفاظ على بقائهم على كراسي الحكم أطول فترة ممكنة؛ على اعتبار أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن أجل مصالحها وهيمنتها الدائمة يدفعها إلى التدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلاد العربية، ولكن كيف نفسّر ارتباط الأحزاب والتيارات والجماعات المعارضة بما فيها الإسلامية بهذه الدول؛ وترجع إليها في كل صغيرة وكبيرة؛ حتى أصبح قادة المعارضة ضيوفاً دائمين على السفارات الغربية؟!. وإن كانت أحزاب المعارضة العربية تتهم الحكام العرب بالعمالة لأمريكاوبريطانيا وفرنسا؛ فلماذا يختار قادتهم هذه الدول منطلقاً لمعارضتهم وشن حملاتهم ضد الأنظمة العميلة برأيهم؟!. ولماذا يبيحون لأنفسهم ما يحرّمونه على غيرهم حتى أولئك الذين يسمّون أنفسهم علماء دين ومجاهدين، ويجاهرون بالعداء لأمريكا، يرتبطون بعلاقات قوية معها ولديهم أرصدة بالدولار في بنوكها وأغلبهم يحملون الجنسية الأمريكية والبريطانية وفي مقدمتهم قادة الجماعات الإرهابية في تنظيم القاعدة.. واسألوا أهل العلم من أين تنهال ملايين الدولارات على المعارضة اليمنية والمعتصمين في الساحات والقادة العسكريين المنشقّين؟!. فأمريكا التي تتهم الأنظمة الحاكمة بالعمالة لها؛ هي ذاتها أمريكا التي تُشد الرحال إلى سفاراتها لتطالبها بالضغط على الأنظمة ودعم المعارضة، وأمريكا التي تكيل لها الشتائم في المنابر وتحرق علمها في المسيرات الغاضبة لدعمها الكامل لاسرائيل؛ هي نفسها أمريكا راعية حقوق الإنسان وصاحبة الحريات والديمقراطية!!. فيا ترى ما هو دور أمريكا وفرنسا وبريطانيا في دعم المعارضة العربية في ليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن... إلخ، وهل الطريق إلى القدس يمر عبر زنجبار وتعز وأرحب، وهل قوات الحرس الجمهوري من وحدات المارينز حتى نعلن الجهاد ضدهم؟!. والأهم من هذا كله هل يدرك اليمنيون مصلحتهم ومصلحة وطنهم، وهل يستطيعون أن يميّزوا من هم أعداء الوطن الحقيقيون، أم أن العرب فعلاً أغبياء؟!. [email protected]