نعم صار هم المواطن الآن هو أن يتركوه ليعيش بسلام فلم تعد تعنيه قضيتهم السياسية.. المواطن يريد أن يمارس حياته بهدوء ويؤدي عمله بسلام ويأكل وينام بحرية، هناك كثير جداً من المواطنين لايعنيه أحكمه زيد أم عمر كل الذي يعنيه هو أن يحيا بسلام وينعم بالأمن والأمان. خلال الفترة الماضية كل الذي أكده هؤلاء الذين دعوا إلى الفتنة هو أن المواطن هو غريمهم الوحيد وهدفهم المستهدف، فكل الأحداث التي مرت من تدمير وتخريب للكهرباء وللمنشآت وقطع للغاز والديزل والبترول وعرقلة التعليم في شتى مراحله تؤكد على أن المواطن هو المستهدف. لكن المواطن أثبت بحق كم هو صلب لاينثني ولايتنازل بسهولة عن حقوقه فقد تحمل ولايزال يتحمل بل ويوجد البدائل لكل الخدمات التي يتم حرمانه منها لكن المدة طالت وهؤلاء القلة يزدادون عتواً ونفوراً ويزدادون تمادياً في الطغيان والحقيقة أن الحال ضاق جداً بالشعب وأخشى أن يتحول صبره إلى بركان ثائر يأكل الأخضر واليابس. فنقول لمن يعرقل مسيرة السلام ويسعى بالوطن نحو الهاوية: اتقوا الله الذي سيحاسبكم على ظلم هذا الشعب الطيب المسالم. والمؤكد أن من يسعى إلى جر البلاد إلى مستنقع الحرب الأهلية من لم يلبوا لغة العقل ودعوة الحوار وهم أحزاب اللقاء المشترك و«جهال الأحمر» وعلى محسن المنشق عن الشرعية الدستورية رغم أنهم يسعون حثيثاً نحو المغالطة واللعب بالأوراق وإلقاء التهم جزافاً على فخامة الرئيس وحزبه لكنهم لايغالطون سوى أنفسهم. لِمَ يرفضون الحوار ولِمَ يرفضون السير في طريق السلام..؟ لأنهم يعرفون جيداً أن حجمهم ضئيل ولن تتحقق لهم أهدافهم المنشودة وهي السلطة لذا لايريدون انتخابات ولايريدون سوى القفز إلى كرسي السلطة بالطرق الالتفافية غير المشروعة. وفي ظل هذه الأوضاع أصبح كل شيء جلياً لكل مواطن ولم يعد من السهل أن تضحك عليه أو تغرر به قنوات الكذب فمن يمد يده بالسلام ويرفع غصن الزيتون وينشر المحبة معروف ومن يستخدم لغة العنف ويهوى دوي الرصاص ولايعشق سوى رائحة البارود ومسيرة التصفيات الجسدية معروفون أيضاً. نقول لكل ذي عقل وللمجتمع العربي والدولي وللخيرين: الشعب يريد الحياة بسلام يريد العودة إلى ماقبل ثورة الفتنة والربيع المزعوم لأنه كان ينعم بالأمن والاستقرار. والشعب يريد الوفاء والعرفان لقادته العظماء ويريد تطبيق الدستور في اختيار قاداته. والشعب يرفض وبشدة كل أشكال العنف والفوضى والاغتيالات والتدمير والإرهاب. فهل مطالب الشعب مستحيلة وصعبة التحقيق وهل للشعب كلمة تسمع عندكم ورأي يُقدر لديكم؟.. نعم دعونا نعيش وكفى قتلاً وتدميراً وكفى مراوغة وكفى ماقد حدث من تدمير وماقد ذهبت من أرواح وسالت من دماء. كفى.. كفى - فكم هو مؤلم أن تذهب أرواح اليمنيين هكذا ومؤلم أن يُدمر الوطن فلِمَ يحولوا صنعاء إلى مدينة أشباح بعملياتهم العسكرية، لِمَ يريدون المدنية والتقدم بقلع الأشجار وتدمير المنشآت وضياع سنوات من العمر سدى لمن ولأجل ماذا؟ لماذا لاتريدون تداولاً سلمياً للسلطة؟ وتريدون عوضاً عنه تداولاً دموياً ومأساوياً لماذا ولأجل ماذا؟