الوضع في اليمن مركب، ومعقد، ومن الصعب جداً الخروج منه إلا بعودة أطراف المشكلة إلى التفكير الواقعي، وبإيثار المصلحة الوطنية، ومصلحة الشعب على المطامع النخبوية الحزبية وندعو الجميع أن يفكروا بالشعب الذي صار ضحية بين أطراف النزاع سواء أطراف النزاع الداخلية “ المحلية” أو أطراف الصراع الإقليمية، وكذا مطامع النظام الطاغوتي الرأسمالي الصهيوني الجديد الذي له مشروعه الاستعماري في المنطقة العربية الإسلامية. ومن المهم جداً أن يدرك اليمانيون أن الحل والخروج مما هم فيه من محنة وشدة بأيديهم وبإمكانهم ذلك لو تخلوا عن العناد، والتصلب والتشدد كصاحب “الديك” وصاحب الحبة الذي أكلها الديك فصاحب الحبة أراد أن يأخذ “الديك” بدل الحبة وصاحب الديك يقول له سوف أعطيك ثمن حبتك.. وصار هذا مثلاً مشهوراً “حبتي وإلا الديك” إشارة إلى التعصب الذي أدى إلى اقتتال صاحب الحبة، وصاحب الديك، وخسرا نفسيهما. أقصد أن التنازلات يجب أن تكون من أحزاب السلطة، وأحزاب المعارضة فكلا السلطة والمعارضة يجب أن ينظروا بواقعية إلى الشارع الذي انقسم إلى حد يشير إلى أن حل الإشكال لن يكون بالعنف، والقوة لأن ذلك يعني أن يواجه ويقتل نفسه بنفسه بدلاً من أن يحكم نفسه بنفسه. ومن العقل أن يلجأ الجميع إلى صيغة مشتركة من خلال تشكيل لجنة وطنية لا يتعدوا “الخمس عشر” ينتخبون منهم من يدير اللجنة ويأتون بالمبادرة الخليجية والمبادرات الصادرة عن المؤتمر والمعارضة ويخرجون منها بصيغة مشتركة على أن يشرف على اللجنة فريق يتكون أعضاؤه من مجلس التعاون والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكفى الله اليمن شر القتال.