ما يجري من أحداث في بلادنا اليمن هو من صنع القوى الانقلابية التي تريد لليمن الدمار والهلاك ويسعى قادة هذه القوى لتنفيذ مآربهم الدنيئة فهؤلاء الانتهازيون وجدوها فرصة لبث سمومهم وأحقادهم وبينوا نواياهم الخبيثة وما تحمله نفوسهم الشريرة من حقد وغل ومكر لليمن وأبنائه لذلك قاموا بتحريض الشباب البريء الطاهر الذين لم تتلوث أياديهم بأموال حرام أو تنصب أو تنهب أو تسرق أو تعتدي أو تفسد واستخدموهم كواجهة لتنفيذ مآربهم القذرة وأغراضهم الخبيثة وأطماعهم الرخيصة لذلك غرروا وزجوا بكثيراً من الشباب وأقحموهم في أمور ومواضيع لا تعني الشباب في شيء ولكن أقول: أن شبابنا واعٍ وحريص على مصلحة الوطن ولقد رأينا كثير من الشباب المنسحبين من الساحات الذين أدركوا أطماع ومصالح هؤلاء من خلال تعاملهم معهم وكشفوا عن كثير من الممارسات التي كانوا يعانون منها أثناء فترة اعتصامهم في هذه الساحات فلازال الخير في شبابنا سواء الذين في الساحات أو الذين غادروها أو الذين لم ينضموا إليهم لذلك فلابد للأمور أن تنجلي ويفهم شبابنا الحقيقة وتوضح الصورة ويفهمون أن الأمر أكبر من ذلك، فالقضية ليست قضية تغيير أو مطالبة بحقوق أو قضية فساد يجب محاربته فكل تلك الأمور بالإمكان معالجتها وإصلاحها وكلنا نريد التغيير ولكن بالطرق السلمية المشروعة ولكن المسألة أو القضية قضية وطن يريد البعض تمزيقه وتدميره والقضاء عليه وإرجاع عجلة البناء والتطور والتنمية إلى الخلف وإلى عهود الماضي البغيض والزج به في أتون حرب أهلية بإدخال البلاد في حروب لا نهاية لها، فيجب أن يدرك الشباب جيل الغد المشرق وحماة الوطن وخاصة المغرر بهم أن فخامة الأخ الرئيس قدم تنازلات ومبادرات ودعا للحوار والإصلاح قبل المبادرة الخليجية وتم رفض الحوار وكل الحلول والآراء التي قدمها فخامة الرئيس لذلك يجب أن تفهموا أيها الشباب الحقيقة وتدركوا خطورة الأوضاع وتعلموا أن هناك مؤامرة خبيثة تحاك ضد اليمن لزعزعة أمنها واستقرارها.. إن ما يجري الآن على أرض الواقع وعلى وجه الخصوص ما يحدث الآن في العاصمة من انتهاكات واعتداءات وتخريب وتدمير لبعض المنشآت والمرافق الحكومية وإقلاق السكينة العامة هو عمل إجرامي كبير منظم من بعض العناصر الخارجة عن النظام والقانون وهذا عمل إرهابي مخيف مروع ومرعب للناس الآمنين وخيانة عظمى ضد الوطن..هل هذه هي الدولة المدنية الحديثة؟ وهل هذا هو التغيير الذي يدعون إليه هل هذا هو الأسلوب الحضاري للتغيير؟ فنحن في تعز برغم ما بنا من جروح نتألم لما يجري على تراب اليمن الطاهر من تخريب وتدمير وقتل وإرهاب..فلماذا كل ذلك ولصالح من؟..ومن أجل ماذا؟.. أنا أتساءل: هل الدم اليمني أصبح رخيصاً إلى هذا الحد وإلى هذه الدرجة من البشاعة والإجرام؟هل تعلمون أن الأسير الإسرائيلي أو رفات الموتى لدى الجانب الفلسطيني على وجه الخصوص تستبدل بعدد من السجناء فكيف بالأعداد الهائلة الطاهرة البريئة التي تسفك دماؤها هدراً بغير ذنب...نعلم جميعاً أن بلدنا بلد ديمقراطي وأن الوصول إلى السلطة لا يكون إلا عبر صناديق الاقتراع فلماذا إذاً كل ذلك؟..إنهم لا يريدون سوى الفوضى والدمار والشتات والفرقة لأبناء اليمن ويكشفون عن أقنعتهم السوداء عبر أجندة أعدت مسبقاً ينفذونها..لذلك لن نسمح لأي كان أن يزعزع أمننا واستقرارنا ويعبث بمكتسبات ومنجزات ومقدرات الشعب، فالشعب مازال صامتاً حتى الآن وإذا انتفض لن يقف في وجهه أحد..لذلك حكموا عقولكم وانظروا بمنظار العقل والحكمة واعلموا أن اليمن هي وطننا جميعاً الذي نشأنا فيه وترعرعنا على ترابه الطاهر وأكلنا من خيراته. فحرام عليكم كل تلك الأفعال التي تقومون بها ضد اليمن وأبنائها، أفيقوا بالله عليكم وراجعوا أنفسكم وضمائركم واتقوا الله فينا وفي اليمن.. هل اليمن تستحق منكم كل ذلك؟..هل هذا هو الجزاء لهذه الأرض الطيبة؟ هل الجزاء عندكم هو قطع الطرقات والكهرباء وإغلاق الجامعات والمدارس وإقلاق السكينة العامة ونشر الفوضى وقطع أرزاق الناس وقتل الأبرياء من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين؟وهل التغيير عندكم هو التدمير لكل ماهو جميل وحي ونابض بالحياة؟..هل يثلج صدوركم ويسعد قلوبكم ما يجري الآن على تراب الوطن الغالي؟هل هذا هو مشروع الدولة الحديثة بالنسبة لكم؟أناشدكم بالله العظيم وكتابه العزيز وبدماء الأبرياء والأرامل والثكالى والضعفاء والمساكين أن تعودوا إلى رشدكم وتجعلوا أمركم شورى بينكم وتخرجوا البلاد من هذه المحنة قبل أن تصل الأمور إلى ما لايحمد عقباه ويوم لا ينفع الندم، خذوا العبرة والاعتبار من أرض العراق وليبيا والصومال وأصلحوا ذات بينكم فاليمن غالية الثمن بأهلها وترابها وبحارها وأنهارها ووديانها وجبالها وسهولها وأشجارها وثمارها .اليمن لا تقدر بكنوز الأرض. أسأل المولى عزوجل أن يلهم الجميع الرشد والصواب وأن يجعل لنا مخرجاً ومن كل هم وضيق وشدة فرجاً قال تعالى:{لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور}صدق الله العظيم.