نحن بحاجة لأن نتحضر ونتحرر من هذه البداوة السلبية التي جعلتنا وحوشاً كاسرة وأسوداً مفترسة وشياطين مريدة شريرة، تسفك الدماء الحرام وتقطع السبيل وتخيف الآمنين.. كأننا أمة لم تعلن الشهادتين ولم ينزل عليها قرآن ولم يُبعث فيها نبي منها يعلمهم الكتاب والرحمة والحكمة. ليس من شك أن كثيراً منا قد خان العهد مع الله وعبد الشيطان وصدق فيه قوله تعالى(ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن أعبدون هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلاً(خلقاً) كثيراً أفلم تكونوا تعقلون)!! إن قتل النفس المحرمة وسفك دم المسلم عبادة للشيطان وإن إخافة الآمنين من عبادة الشيطان، إن قطع الطريق وضرب الكهرباء وتدمير أنابيب الغاز من عبادة الشيطان. إنه الشقاء في الدنيا والآخرة حين تستحيل شوارع اليمن إلى متاريس وحين يصبح الرعب عادة يومية ليل نهار في حياة اليمنيين.. لقد كانت سطوح منازل اليمنيين تعمر بالأوراد والأزهار بدواً وحضراً، أما الآن فهي عامرة بالقناصين أشقياء عاد وثمود في القرن الحادي والعشرين، هل يُعقل أن يستحيل أبناء اليمن إلى سفاحين قتلة؟ هل يمكن أن يستحيل نهار اليمانيين إلى ظلام وليلهم إلى خوف ورعب وإرهاب؟ إن المنطق يدعونا إلى أن نوازن بين مصالحنا الخاصة وحياة الملايين من أبناء الشعب اليمني الصبور. في الصلوات يؤدي اليمانيون في مساجدهم المذعورة ومنازلهم القلقة الخائفة دعاء القنوت: اللهم من أراد باليمن واليمنيين سوءاً فاجعل كيده في تدبيره واشغله بنفسه وأهله أجمعين.. اللهم من شق على اليمنيين فاشقق عليه وارزقه سوء الختام والعاقبة». هذا الدعاء يصدر من قلوب موجعة ومكلومة.. إن الألوف يلهجون بهذا الدعاء الصادق ولو لم يكن من بين الذين يدعون بهذا الدعاء إلا مؤمن واحد مستجاب الدعاء.. ألا يخاف الله هؤلاء المجرمون.. فما أصبرهم على النار.. وما أبعدهم عن رحمة الله التي هي قريبة من المحسنين وبعيدة من المجرمين!! لابد أن نعود إلى الله جميعاً فهذا الذي نزل باليمن إنما هو عذاب مبين وإن لم يكن هذا عذاباً فكيف هو العذاب.. لقد أصابنا الله بنقمته وهي دعوة للعودة إليه تعالى لندعو جميعاً(ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون).