في إب أصبح الدخول إلى أسواق القات المكتظة بالناس «الموالعة» أمراً في غاية الخطورة، وقد لا تأمن على نفسك وحياتك، فربما لا قدر الله تصطادك طلقة نارية طائشة لا تعرف من أين أتت ومن أين مصدرها ومن الذي أطلقها، فأصوات الطلقات النارية كثيفة ومع كل صوت منها ترى كل من يتواجد بالقرب من مصدرها يتدافع مسرعاً هارباً وخائفاً على نفسه من خطر تلك العيارات النارية القاتلة، وتخيلوا معي مشهداً سريعاً لتدافع أعداد من الناس في سوق مزدحم بالناس، إنه كالطوفان وإذا ما حدث وسقط أحدهم أرضاً يسقط آخر وآخر ويقع ضحية الآخرين الذين بلا شك سيواصلون هروبهم والمرور من فوق الضحية المسكين، وقد تكون نتائج مرور الجموع المتدافقة والهاربة من فوقه أهون وأرحم بكثير من إصابته بعيار طائش وقد يكون قاتلاً. كل هذا يحدث هذه الأيام في أسواق القات وأسباب حدوث تلك الفوضى الاستعراض المسلح المشين لبعض ضعفاء النفوس ممن وجدوا من السلاح وحمله موضة هي في الحقيقة مرض وسلوك سيئ غير حضاري. نعم حمل السلاح والمظاهر المسلحة واللجوء لاستخدامه في أية لحظة ولأتفه الأسباب هو دافع وسبب رئيسي لما يحدث في أسواق القات من فوضى عارمة جعلت حياة الكثير من الناس في خطر، فتلك الأسواق تكتظ كثيراً بالناس والجميع يعرف كيف هي زحمة أسواق القات وأمثالها من الشوارع الرئيسية شديدة الازدحام، حيث تقع حوادث كثيرة وعديدة أبطالها بدون منازع أشخاص مسلحون وجدوا أنفسهم طلقاء ويتمتعون بحرية في حمل السلاح كيفما يشاؤون ومتى يشاؤون دون أن يعترضهم أحد، على عكس ما كان يحدث زمان وأقصد بزمان وأقولها وبحسرة شديدة قبل أن تبدأ الأزمة التي ما زالت اليمن تمر بها منذ أشهر عدة من احتقان سياسي واعتصامات ومظاهرات وحتى انشقاقات عسكرية ومدنية وحزبية وحتى قبلية وأحداث مسلحة. إن الأزمة الراهنة سببت أموراً عدة منها انتشار المظاهر المسلحة وحمل السلاح دون صد أو ردع من قبل الأجهزة الأمنية بمختلف وحداتها وتخصصاتها، وما يحدث في أسواق القات لخير دليل بغض النظر عن بقية الأحداث والتطورات الأخرى المرتبطة بالجانب المسلح بمحافظات أخرى. لقد سقط العديد من الضحايا ما بين قتيل وجريح نتيجة ما تشهده أسواق القات المزدحمة والأماكن القريبة منها المزدحمة أيضاً بالناس لأغراض مختلفة من أحداث مسلحة وليدة اللحظة أو مع سبق الإصرار والترصد وإطلاق نار عشوائي وكيفما كانت حصيلة الضحايا إلا أنها تنذر بشر ونذير شؤم إذا ما استمرت المظاهر المسلحة وتنقلات حاملي السلاح بحرية مطلقة في مدينة إب المحافظة الجميلة التي شوهتها مؤخراً تلك المظاهر غير الحضارية وتأثيرها السلبي على سلمية هذه المحافظة وعقلانية أهلها وناسها إذا ما قورنت بمحافظات أخرى مثل تعز الجريحة التي نأسف ونتحسر حيال ما تتعرض له من أحداث وأفعال موحشة ومفجعة من قبل عناصر مسلحة خارجة عن القانون. إب الخضراء مدينة للسلام والمحبة والوئام ودار للإخاء والمودة وملتقى للأمان والأمن والطمأنينة، إلا أن هناك أمراً خطيراً يهددها وقد ينزع منها ثوبها الجميل والسلمي وهو ما لا نتمناه ومعي الكثير، وأن تكون قد أصابتها عين خبيثة وحاسدة وذلك الأمر الخطير هو عودة انتشار السلاح والمظاهر المسلحة دون رقيب أو حسيب وما خلفته من نتائج وخيمة قد تتطور لا قدر الله وتزيد إذا لم يتم دحرها والحد من انتشارها والعمل على منعها وهذا مطلوب من أجهزة الأمن المختلفة. ويتطلب الأمر من القادة الأمنيين والمسئولين بالمحافظة وفي مقدمتهم محافظ المحافظة القاضي أحمد عبدالله الحجري رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة ومعه مدير الأمن العميد الركن أحمد يحيى الشيخ التحرك الجاد لمعالجة هذه الظاهرة، فالجميع يريد الأمن والأمان وتطبيق النظام والقانون وفرض هيبة الدولة من أجل حماية الأرواح والأموال والممتلكات حتى تظل إب مدينة السلام وليعم السلام ربوع الوطن بإذن الله تعالى.. والله من وراء القصد