يتنكر كثير من الناس للجميل وقد يكون من هؤلاء الناس أبناء وبنات يعقون آباءهم وأمهاتهم وقد يكونون مسؤولين أو قادة وقد يكونون تلامذة. العقوق علامة خذلان وشقاء وسوء مآل.. وقد جعل الله النار جزاء أهل العقوق اللهم لاتجعلنا منهم.. آمين. إن العقوق يدل على لؤم الطبع وخبث النفس وثقل الروح وكثافة المادة وقد حفل تراثنا الديني والأدبي بالعاقين واعتبرهم أنهم يمثلون عبئاً على الحياة وأهل المروءات وقد قرر هذا التراث الذي يضم بين جنباته الكثير من الخبرات والأمثال والحكم ومن بعضها (اتق شر من أحسنت إليه). وأسوأ شيء أن يحسن إليك الإنسان ويمد يده إليك في أوقات الشدة والرخاء، فإذا بك تنقلب عليه ولا يقف انقلابك عليه بالحياد ولكنه يدل العدو على مكامن ضعفك ويكون طليعة شر لكل مايسوؤك وينوؤك ..وهذا شر الناس بحكم شريعة الله والأعراف الجميلة لخلقه. إن الحياة ملأى بالأشرار كما هي ملأى بالطيبين وقد عرفت على امتداد التاريخ أن ناكري الجميل لاتختم لهم الخاتمة الحسنى ، هذا هو يحيى البرمكي يسلمه الخليفة الصالح هارون الرشيد مقاليد الخلافة قائلا له : ( ياأبت أنت أقعدتني هذا المقعد وها هو خاتم الخلافة افعل ماتريد وكما تحب لامعقب لحكمك) فكان أن حول البرامكة الخلافة لمملكة فارسية وعاثوا فساداً ما جعل الخليفة ذا منصب بروتوكولي لايقدر كما قالت والدة الخليفة أن هارون كان يحب أن يصرف مائة دينار فلا يقدر، وعرف الخليفة أن الفرس بواسطة البرامكة استردوا مقاليد مملكتهم فكان أن استأصل شأفتهم ومحاهم من على الأرض محواً بعد أن كفروا بالنعمة وأذاقوا الأمة سوء العذاب. وأكبر العقوق عقوق الوالدين الذين مهما كبر أبناؤهم فإنهم يظلون يعاملونهم معاملة الصغار الذين لم يكبروا محبة وحناناً ورحمة وشفقة.