مما لا شك فيه أن حكومة الوفاق الوطني تعد حكومة الآمال العريضة للشعب اليمني كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه, كونها تمثل مخرجاً سياسياً سلمياً من نفق مظلم دخله اليمن وعانى فيه الشعب اليمني أشد المعاناة ومازالت المعاناة مستمرة حتى يومنا هذا, لكن آمال الشعب اليمني تتجه اليوم صوب حكومة الوفاق الوطني التي من مهامها وضع حد لهذه المعاناة التي أرهقت كاهل الشعب وخاصة محدودي الدخل وهم الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الذي صبر وتحمل الكثير من المتاعب خلال ما يقارب عاماً كاملاً ضارباً بذلك أروع الأمثلة في الصبر والصمود والحكمة في انتظار فرج قريب يلوح في الأفق منطلقين من إيمانهم العظيم بالله وحكمتهم اليمانية التي شهد لهم بها الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم. إن هناك آمالاً عريضة فعلاً ينتظرها الشعب من حكومة الوفاق الوطني, لعل أبرزها وأهمها عودة التيار الكهربائي شريان الحياة, حيث العاصمة صنعاء والكثير من محافظات الجمهورية محرومة من هذه الخدمة الحيوية التي لا غنى عنها في عالم اليوم التي نعتبرها عصب الحياة أو شريان الحياة كما يطلق عليها البعض؛ نظراً لأهمية استخداماتها المتعددة في كافة مجالات الحياة اليومية؛ ولذا فإن الشعب ينتظر بلهفة عودة التيار الكهربائي, الذي بعودته يتنفس الشعب الصعداء؛ كون الكثير من مشاكل الحياة اليومية ومتاعبها ستذهب أدراج الرياح, كما أن الشعب اليمني ينتظر أيضاً عودة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد؛ كونه مطلباً شعبياً لا تستقيم الحياة بدونه حيث يقال: «لا حياة بلا أمان» ولذا فالحكومة اليوم معنية بترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة وعدم التهاون مع من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد وتخريب حياة الناس وإفساد المجتمع بخرق النظام والقانون. كذلك الأمر فيما يتعلق بحياة الناس المعيشية فإن الشعب أيضاً ينتظر من حكومة الوفاق الوطني سرعة العمل على التخفيف من أعباء الحياة المعيشية التي سبّبتها الأزمة السياسية واتخاذ إجراءات فورية كفيلة بعودة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى سابق عهدها قبل اندلاع الأزمة السياسية على الأقل، خصوصاً فيما يتعلق بالأسعار التي أصبحت اليوم جحيماً لا يطاق قياساً بمرتبات الموظفين ومعدل الدخل الفردي للمواطن اليمني المغلوب على أمره, والذي كان ولا يزال الضحية الأولى للأزمة السياسية وحان الوقت لإنقاذه مما أصابه ووقع عليه من جور وتعاسة طيلة الفترة الماضية وهو أقل ما ينتظره كل فرد ومواطن يمني يتطلع إلى حياة كريمة وميسرة. إن تحقيق تلك الآمال العريضة المشار إليها آنفاً وغيرها من متطلبات واحتياجات الشعب لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التعاون بين أعضاء مجلس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني والعمل بروح الفريق الواحد، بعيداً عن الانتماءات الحزبية، والولاءات الضيقة الأخرى, حيث إن الوطن ومصالحه مقدم على الاعتبارات الأخرى, وخدمة الشعب اليمني ورعاية مصالحه العليا هي الغاية العظمى التي على أساسها وجدت الأحزاب السياسية والتي ينبغي علينا أن ندرك جميعاً أن تلك الغاية العظيمة لن تتحقق إلا بالتعاون الجاد والمثمر بين الأحزاب السياسية والتنافس الوطني السلمي الحضاري المشرف في التفاني لخدمة هذا الشعب وبناء هذا الوطن الذي من حقه علينا أن نبنيه ونحميه ونصونه من العبث بخيراته ومقدراته وطاقاته وموارده الحيوية, والتي يجب على حكومة الوفاق الوطني أن تسخر كل تلك الإمكانات لتجاوز الأزمة الراهنة والسير بخطى ثابتة في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وعبور المرحلة الانتقالية بنجاح وإيصال الوطن إلى بر الأمان. وعلى أية حال نستطيع القول إن الأمل يحدونا في الخروج من الأزمة السياسية، خاصة بعد الخطوات العملية في تنفيذ آلية المبادرة الخليجية وولادة حكومة الوفاق الوطني التي أعرب رئيسها عن عزم الحكومة وتصميمها في إخراج اليمن من أزمته الراهنة بروح من المسؤولية الوطنية والعمل بروح الفريق الواحد على أساس من التعاون والشفافية بما يخدم الشعب اليمني ويحقق مصالحه العليا وبما يصون الوطن ويحفظ أمنه واستقراره ويصون وحدته الوطنية حلم الأجيال وغاية الغايات, وكذلك المضي قدماً نحو تحقيق التسوية السياسية وتأسيس مرحلة جديدة من العمل السياسي الديمقراطي البناء الذي يكفل الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي لليمن. (*) باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]