مشكلة أو ميزة عبده ربه منصور هادي أن القدر وضعه جسراً لعبور اليمن إلى الضفة الأكثر أماناً, وهو بذلك يحمل حملاً ثقيلاً على رأسه وصلعته, ويحترف الرجل منذ مدة الصمت حتى لا يثير الغبار بحديثه فتضيع الرؤية. ومشكلة أو ميزة باسندوة أن القدر قدمه قرباناً لعقود من الفشل عاشتها البلاد في عهد علي صالح, وهو بوطنية عالية قبل على نفسه أن يكون هو القربان لتحيا بلده. ومشكلة الشعب أنهم لم يعتادوا على طبيعة أن الرئيس شخص صامت, هم متعودون على رئيس «مزعبق» مثل التلفون الصيني أو هزاز يبطح الشعب بطح, ولذلك يطالب البعض من هادي حتى برنة أحسن من أن يبقي صامتاً, والبعض يشكك بقدرة الرجل على تجاوز الأزمة، من منطلق أن الرجل قليل الخطابات ونادر الظهور في الإعلام, ويعتقد البعض كذلك أن الرجل خبير بالوساح يمكنه تخازين وسمرة لآخر الليل، وبعدين يعزم باسندوة والوزراء للبيت يلعبون دمنة للفجر، وبعدين رقدة للظهر، وبعد الظهر يقوم يخزن من جديد، وهات يا مولعة وتبلطاح، وراكن له بالمصروف على بن عمر أو رسالة له من الملك عبدالله من السعودية. كنا متعودين على رئيس يمين الله ما تقدر تلفت لفتة وأنا ماشي قدام قصره، والآن جالسين ندلع على عبده ربه, اللي ضبح من العيال حقه يروح يعتصم قدام بيت عبده ربه, اللي يشتوا يغيروا قيادتهم يروحوا يعتصموا قدام بيت عبده ربه, اللي مالقوش مكان مليح للتخزينة يروحوا قدام بيت عبده ربه, بالله عليكم كيف عاد تشتوه يخرج وقد الجماعة غلقوا عليه الطريق قدام بيته. يا جماعة دعوا الرجل يعمل بصمت, ويكفي أن الرجل متماسك إلى الآن، برغم منغصات العمل السياسي في هذا البلد, وتماسكوا أنتم كذلك حتى لا يتسلل عكابر علي صالح إلى داركم فيعيثون فيه الفساد، ويهدمون السد مرة أخرى. البعض يطالب بالديمقراطية التي تكفل تنافساً على السلطة ومنصب رئيس الجمهورية، لكن لو فكرت تجيب رأيك بكل صراحة وقلت: يا جماعة نحن لم نحصد من ثورتنا إلا المبادرة التي كفلت لنا خروج علي صالح من السلطة نهائياً, يقفز لك واحد يزعق بوجهك «نحنا نشتي رئيس شور وقول ولا ليش عاد قمنا بالثورة» هات واربي هات, يعني قمنا بالثورة على علي صالح وتباطحنا نحنا وهو 10 شهور وكسرنا عظام أبوه هذا الشعب، وفي الأخير رجعنا ما حيرنا إلا على عبده ربه وباسندوة, وعاده باسندوة هذا قصة بكائه قصة؛ لأنه نحنا متعودين على حاكم يشقدف لأبوه هذا الشعب, ولوما طلع لنا حاكم يبكي لأجل هذا البلد قلنا هذا هو اللي شينهربج عليه ولا بيقول شيء, يالله لقينا لنا واحد يرحم. لأجل بلد آمن ومستقر , دعونا نتجاوز ما تبقى من الأيام لفترة علي صالح, ودعونا نفكر في بناء بلدنا, دعونا نبتسم لأجل بلدنا وهي بصحتها قبل أن نبكي عليها وهي تتمزق.