لكل منا تعريفه الخاص للوطن.. أحياناً تعكس احتياجاتنا.. وأحياناً أخرى تعكس رغباتنا وتطلعاتنا.. ورغم تبايناتنا في تعريف الوطن يظل الوطن واحداً ويظل إحساسنا العميق الساكن في داخلنا به وحيداً أيضاً. ففي لحظة ما رغم كل اختلافاتنا حول تعريف الوطن.. نجد أنفسنا منساقين إليه..إلى ترابه ومائه.. إلى أرضه وسمائه.. إنها اللحظة التي نشعر بها.. إنه في حاجة ماسة إلينا جميعاً. نعم كثير منا مازال يحمل أصنافاً متنوعة من العتب على الوطن.. وهولاء يطالبون الوطن بأحلامهم.. أو حق تواجدهم فيه..وكأنما الوطن هو من اختار لنفسه الشكل الذي هو عليه.. والحقيقة أننا نحن من نصنع شكل الوطن، فنحن من نحدد له حجم عطائه..وملامح وجهه.. فهو في النهاية قطعة أرض. ما يحق لنا أن نطلبه من الوطن هو تماماً ما منحناه له بحب ووفاء.. لهذا علينا الآن جميعاً.. منح الوطن أحلامنا هوياتنا.. وحاضرنا.. علينا البدء في رسم شكله الذي نريده عليه.. ومنحه كل ما يحتاج.. ليكون قادراً على منحنا ما نريد. إنها معادلة يتساوى فيها الطرفان.. ولا مجال ليعطي طرف أكثر من الآخر.. فالوطن هو نحن.. ما عليه وما نريد أن نكونه. وبغض النظر مع من نكون مع النظام أو ضده.. الأمر سيّان فجميعنا نشترك في حقيقة واحدة على الأقل.. كلنا يمنيون.. ليس لنا وطن آخر سوى اليمن.. هي وطننا وهويتنا وملامح ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. كل فرد منا بغض النظر عن موقعه وانتمائه السياسي والاجتماعي يحمل مسؤولية تجاه هذا الوطن. مسئولية لا سبيل إلى التملص منها أو التقليل من شأنها أو القيام بها ولا سبيل أيضاً حتى لتكليف غيره بها. فهذه المسئولية في مقام فرض عين يجب أن يقوم بها كل فرد منا ولا يكفي الوطن أن يقوم بها البعض لتسقط عن الآخر. مسئوليتنا تجاه الوطن هي قيامنا جميعاً بها وهي ما يرسم ملامح اليمن ويطبع هويته ووجوده. مسئوليتنا تجاه اليمن هي في حمايته والحفاظ على أمنه واستقراره، وهي في رعايته وتقديم مصلحته على مصالحنا الذاتية أو الآنية. مسئوليتنا تجاه اليمن هي السعي والتكاتف لإزالة كل مظاهر الاختلالات التي تشوّه حاضر الوطن وماضيه ومستقبله. مسئوليتنا تجاه اليمن التصدي لكل من يسعى للنيل منه.. من أمنه ومن استقراره.. من تقدمه.. أياً كان هذا الساعي. فكل ما هو للوطن هو لنا.. ومسئوليتنا هي الحفاظ عليه.. وحمايته.. حتى يستمر وجودنا ووجود الوطن.