كم عدد المشائخ في بلادنا؟ (50) ألف شيخ مثلاً، طيب إذا أحصينا أشهر (30) شيخاً في اليمن، فهل سيسهل علينا تحديدهم؟ طبعاً من السهل جداً أن نحددهم بالاسم والفعل، علاوة على أن ما بين خمسة إلى عشرة مشائخ يعدون الأشهر من حيث (السمعة) وما أدراك ما السمعة! الأول: شيخ ابن شيخ ابن شيخ وأبو جده كان شيخ ورغم ذلك لا تجد في تصرفاته ما يوحي أنه قبيلي بمفهوم القبيلي ابن الناس، أقصد شيخ بطاش وقد اعتاد مرافقوه على تقليده في شخيطه ونخيطه حتى أن أصغرهم أطلق ذات يوم خمس طلقات رصاص تحت أقدام جندي مرور لمجرد أنه طلب منه رخصة قيادة السيارة، تخيلوا كيف كان سيؤول وضع هذا الجندي لو أنه طلب رخصة قيادة الشيخ؟ الثاني: شيخ برأس ووجه كثيف الشعر، اعتاد على أن يظهر في المناسبات بجزمة تلمع مثل سمعته وكنت أظن إلى ما قبل (11) شهراً أن ثمة قاسماً مشتركاً بين رأسه وجزمته ثم تبين لي أن (المشترك) الوحيد بينهما أن قناعة الناس ذهبت إلى أنه شيخ مناطح، شيخ اعتاد على أن يحفر لخصومه الحفر من دون أن يوسخ جزمته وطبعاً ليس كل مناطح يلمع ذهباً! الثالث: شيخ مستذئب، يتحدث دائماً عن رهانات من العيار الثقيل، يعرفه اليمنيون من تأتأت صوته وطبعاً لا علاقة للون بشرته بلون قلبه، أمي في السياسة ورغم ذلك يحاول أن يظهر كبيراً في تطلعاته الوطنية، لا يصدقه أحداً إذا تحدث عن الدولة المدنية ولا يصدق هو نفسه إذا دعا لأن تتخلى القبيلة عن معتقداتها القديمة! الرابع: شيخ متهور مثل سائقي الموتورات، سريع مثل طلقة البندق وخفيف مثل لصوص السيارات، لم يتحدث كثيراً عن ثورة الشباب السلمية لإسقاط النظام وإنما تحدث عن صالح وهدمه لأركان الدولة، شيخ مثقف ويتحدث الانجليزية، بصاص لما في يد الغير ولولا أنه حقد على أحمد علي لكان الآن مدافعاً عن النظام وعن صالح وعن ثروته التي جناها من التآمر على الوطن طيلة عشرة أعوام! الخامس: شيخ يمد رجليه إلى أراضي غيره، ثائر وحائر وإذا سألته عن دواعي انضمامه لثورة الشباب يرد عليك بأنه طفح من ظلم صالح لشعبه، يحسب لهذا الشيخ أيضاً أنه يتحدث الانجليزية وقليل من الفرنسية، تربى طبعاً في بيت الرئيس وبحسب أشقائه، كان أشقاهم في طفولته وظل على هذا النحو من الشقاوة إلى أن شقي في الخمسة الأعوام الماضية بقبيلته، مرة يطلب منهم أن يكونوا مع صالح ومرة ضده وحين انبطح الثور أشهر جنبيته في وجه ولي نعمته، المهم أطلق عليه مرافقوه لقب شيخ أبو شريحتين! السادس: شيخ اشترى لأحد أبنائه كلباً (مخصياً) وبعد شهرين من ثورة الشباب أرسل أولاده إلى الخارج وظل الكلب في الداخل ينبح إلى أن فقد صوته، هذا الشيخ يفوز في دائرته بأصوات المدافع لذا سمعناه يتحدث عن حمايته للثورة بمدفع رمضان ولما سأله أحدهم عن مدى استعداده للتضحية في سبيل الوطن، أجاب الخبير أنه مستعد لأن يضحي بأبنائه وتناسى الشيخ المغرور أن كلب ولده المدلل ما زال ينتظر عودة صاحبه من الخارج! السابع: شيخ هاوي أسلحة وغاوي مشاكل، يقرأ صباح كل يوم المعوذتين وعند المساء يقرأ بصائر أراضي وعقارات الدولة، يعشق عدن لذا بسط على فلة هارب وصار بين غمضة عين وانتباهتها مالكاً لربع أراضي عدن ومازال يطمح للوصول إلى الربع الخالي، وللعلم فقط حظي هذا الشيخ بحماية خاله صالح والغريب أنه أدمن من بقائه في عدن على شراب خالٍ من الكحول والخال عنده ليس في مقام الوالد! الثامن: شيخ سكان يمين، يعشق الخيول ويكره أن يسبقه أحد إلى أرض أو عقار، اشتهر في قبيلته بقنص الغزلان وليس هناك أشرف منه في جمع التبرعات باسم الخير، محب ومطيع لوالديه وخبير في اللعب بأعصاب خصومه، كان مع صالح أصلح من أولاده ثم انشق وتحول إلى صوت يدعو إلى حماية الحريات ويطالب بحقوق ثورية وبحسب علمي أن قلبه مازال شاباً لذا يصلح أن يصبح رئيس اتحاد شباب القبائل في الدولة المدنية الحديثة! التاسع: شيخ مازال مخلصاً للنظام وليس لديه في كل الأحوال أي خيار غير البقاء في صف الطرف الأضعف، ثار على الثورة وكان يظن نفسه أقوى من الشاطر حسن فاكتشف أنه حسن الولاء لولي نعمته وليس حسن السيرة والسلوك! العاشر: شيخ له ثأر مع قبيلة جاره لذا نستطيع أن نقول إنه فار من وجه العدالة، سمعته مؤخراً يتحدث عن العدالة الانتقالية وينتقد إعطاء حصانة للرئيس، هذا الشيخ بالذات عاش حياته خائفاً من غدر إخوانه لأنه اعتاد على أن يغدر بأقرب الناس إليه، طبعاً ثائر ويخشى المحيطين به أن يغدر بالثورة إذا استولى على أية حقيبة في حكومات حزبه العريض، ملتزم بأداء الفروض وأكثر ما كان يزعجه في طفولته أن يؤدي فروض الطاعة لوالديه!