لنجرؤ على إزالة الحواجز النفسية للأفكار نحو مشروع حضاري يمني، وسنكتشف أن الفوارق لا تستحق أبداً كل هذه الصراعات التي تكدست بيننا، مادمنا نؤمن بأن مشاكل اليمن ليست دينية، كما قال الشهيد الكبير جار الله عمر، السياسي الديناميكي الأبرز - الأمين العام المساعد سابقاً للحزب الاشتراكي اليمني - أي أنها “لا تحتاج إلى برنامج ديني مثلاً بل إلى برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي يقودنا إلى دولة مؤسسات يسودها النظام والقانون والديمقراطية والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان، ولنكن جميعاً في مواجهة التحديات المستقبلية ضد العنف الفكري كما ضد استعادة ثقافة الانغلاق المقيتة، وبالتالي من أجل تحقيق الاندماج الوطني اللائق وفقاً لقاعدة هويتنا الوطنية المشتركة؛ باعتبارها هوية نضالية يجب تنميتها تقدمياً لتستطيع أن تنتج ذلك الحس الذي لا يستسيغ استمرار التخلف، ولأن التعصب هو التعصب المشين إن كان في اليمين أو كان في اليسار، فليس سوى تفعيل الشعور الجمعي الجياش بيمنيتنا كخلاص وحيد، من شأنه أن يعضدنا فعلاً بالتعايش الزاهي وطنياً، إضافة إلى ترقية المجتمع بشكل يليق؛ إذ إن هذا الشعور - وبكل تجسيداته المشرفة - سيبقى هو المضاد لكل صيغة تتسيد فيها الاتجاهات التحيزية اللاوطنية.. بينما علينا أن نرفض كل صيغ التعصب: التعصب الذي لايزال هو الحاضر الأبرز فينا منذ سنين طوال للأسف. [email protected]