فخامة المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، رعاكم الله.. يطيب لي أن أهنئ بلادنا اليمن وشعبها العظيم بقدومكم رئيساً جديداً لعهد جديد من البناء والوفاق والتسامح وتكاتف الجهود من أجل يمن آمن ومستقر.. رئيساً جديداً بإرادة شعبية وانتخابات حرة أجمعت فيها كل المشارب والاتجاهات على أنكم الشخصية الوطنية التي عرفه الناس بالحِلم والأناة والوفاء والإخلاص للوطن ووحدته العظيمة، فاستحققت أن تكون رئيساً لكل اليمنيين، وأباً وأخاً تعلّق عليه الآمال في قيادة مسيرة الوطن بحنكة واقتدار إن شاء الله إلى حيث تحقق أحلام البسطاء بقيام حكم راشد مبني على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وانتزاع الحقوق المختطفة من أيدي خاطفيها. فخامة الرئيس.. إن الوفاق الوطني اليوم هو أستاذ المرحلة الذي سيعلمنا معنى القبول بالآخر وتطارح الآراء ووجهات النظر لما فيه خير هذا الوطن وتقدمه، وكما قلتم في خطابكم عشية العشرين من فبراير أن الجميع في سفينة واحدة، فليحرص هذا الطرف أو ذاك على ألا يرتكب الحماقات بخرقها فيغرق الجميع، ولكن يا فخامة الرئيس إن الشعب منتظر أن تجري معالجة هذا الجسد اليمني بإخراج السموم المتمثلة براكبي الموجات وحملة المباخر وشفاطات خيرات هذا الوطن من المفسدين الذين أنهكوا الوطن وأفقروه وشتتوه وحاربوه، ونحّوه جانباً واستفردوا بخيراته، حتى غدا شعباً يكدح من أجل أفراد، وبسطاء يحترقون من أجل نخبة.. وكأننا سراة ورعاع، أو رعايا سخرت للانتفاع. فخامة الرئيس.. لا شك أنك ستقف ذاهلاً وأنت ترى لصوص الأمس قد أصبحوا من ثوار اليوم، ستندهش وأنت ترى خطاب الفتنة في الأمس يحاول أن يبالغ اليوم بالاحتفاء إلى حد التقديس، وسيظهر اليوم في أشد النقمة على عهد قديم كان هو أبرز أدوائه وأخبث أمراضه، فلا تغتر بهذا الخطاب يافخامة الرئيس، لأنه لا يبحث إلا عن نفسه ولا تهمه إلا مصلحته وملء جيبه، وكم سيكون جميلاً إذا علمتهم درساً في الإخلاص والوطنية، وقلت لهم: إن زمن تقديس الأفراد قد ولّى، فلتتجردوا من طبائع الماضي ومطامع الحاضر، فالدجل وتغيير الجلود لا يبني وطناً، وإنما هو الصدق ومراعاة مصالح الغلابى الذين يبحثون عن حياة كريمة في وطن يهتم بحقوقهم مثلما هم يجلّونه ويحبونه. فخامة الرئيس.. إن العالم كله يعرف أنك لست رئيساً بإرادة شعبية فحسب، بل أيضاً بإرادة سياسية محلية وإقليمية ودولية، وهو ما لم يكن لغيرك في تاريخ الزعامة العربية في العصر الحديث كله، ولهذا فإنني أرى أنك لست بحاجة إلى تعليق صورك في واجهات المكاتب والمرافق وعلى اليمين من ترويسات الصحف، لأنك لست ناقص الشرعية فتحاول أن تعوض هذا النقص، فحبذا لو توجه بإزالتها فيما عدا المواقف البروتوكولية، وسيكون هذا تأسياً بالرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي أزال صوره من الواجهات واستبدلها بلوحات مكتوب عليها «الله أكبر». فخامة الرئيس.. لقد آن للإعلام الرسمي والإعلام الحزبي أن يكفا عن المناكفات وكيل الشتائم ولغة الهبوط الأخلاقي التي أدمنت صناعة الفشل بإخفاء الحقيقة وتسويق الغثاء.. لابد من ترك الماضي بعناصره وشخوصه والنظر إلى المستقبل، فالكل أخوة وتحت مظلة واحدة، ومن كان بيته من زجاج فلا يرمِ الناس بالحجارة. هذه رسالتي الأولى فخامة الرئيس متمنياً لوطننا الحبيب عهداً من الرخاء والتقدم، ولكم التوفيق في أداء مهامكم، ودمتم ودام الوطن بخير.