ربما ندركُ تزاحمَ أجندة من تصدّروا لإخراج المشهد اليمني في واقعه المزري والمخجل في أول أيام الوطن المتجدد حتى بفواجعه وقواميس نكايته بنفسه. إن حادثةً كالتي وقعت بمكلا حضرموت الجريحة .. لم تكن لتحدث لولا تواطؤ الكبار سلطةً ونفوذاً .. الصغار عقولاً وحسابات باهتة لن تؤتي ثمارها إلا بما يعود بالخراب والنكال عليها عاجلاً أم آجل. فمن المُستهدَف الحقيقي من وراء ما حدث بالمكلا من فاجعة الهجوم الانتحاريّ؟ إن من يعتقدون أنهم بفعلهم الشنيع هذا سيحبطون من عزم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .. أو يربكون المشهد السياسي لصالح أجندتهم فهم مخطئون تماماً في حساباتهم .. بل إنهم كشفوا ذواتهم ونواياهم مبكراً في غفلةٍ من فرحٍ مؤقت .. وزيفٍ لن تباركهُ سهام الخديعة. إنهم فقط يثبّطون لبعض الوقت من عزائم فرحة الوطن باستحقاقهِ المشروع .. وحقه في أن يبني مستقبله كما تشاء أحلامه مهما كانت التحديات والأوجاع. أما فخامة الرئيس فهو يدركُ جيداً ما يحيط به .. ويفقه لعبة الرفاق في أبشع صورها ومؤامراتها الدنيئة .. والتي تجاوزت كل أعراف الخلافات والتصفيات, وأسهمت بشكلٍ مبكّر في إذكاء وقود المعرفة .. وحدس الانتباه لضرباتٍ متوالية قد تأتي لكنها مفضوحة سلفاً .. وغير مُعوّل عليها .. لا من مرجفي الداخل أو من بائعي الوهم في الخارج. فمتى سيدرك اليمانيون حقيقة هذا العبث الذي يحيط بهم من كل صوب؟ هذا وطنكم .. لا تدعونه نهباً وساحة خرابٍ لمن يريد أن يفتك بأمّة كاملة لأجل النيل من شخصٍ وإحباط مسيرته التي نأمل أن يقلب طاولة مكرهم على رؤسهم .. وينجو بالوطن ثم بنفسهِ من ويلات الدمار.