لا يُسألُ الفرحُ أيّانَ مبعثهُ .. وماهيّة انثيال وابله .. وكيف حلّ .. وكم سيبقى!. الأجدرُ بالقلوبِ أن تعيش لحظات الفرح كيفما استقامت أغصان شجرته السرابية الموسميّة, ذلكَ أن الأرواح جبُلت على التأقلمِ مع غصص الوجع .. وهيأت أسبابَ خطواتها مع لفحات غُبار الفواجع .. وتوارت عن مواطن الأمل اتقاءً لأقدار الخيبة .. ونزوحاً عن طُرقاتِ الدهسِ الموجعِ قدر الإمكان. وهاهي الانتخابات على الأبواب آتية بموعدٍ شئنا أو أبينا.. وراوغناهُ طيلة آمالنا ريثما ننزعُ عنّا شارات البلاء .. وننفضّ عن أسمار الأقداح الصلدة .. تتجرّعنا ونجرعها لحظةً إثر أخرى. فهل حقاً جاءت الانتخابات بما نريد ؟ وأصبح الحلم أمام أعيننا وفي وثبات خطواتنا! أم أنها حلقة أولى من مسلسل الكآبة المتجدد؟ في وطنٍ هو الأعلم بنا وب “ قرفنا” من المواعيد الاستثنائيّة الراكضة في العيون المنكسرة .. والقلوب الوجلة .. والتراب المحترق .. والجماد المتناثر .. والحقول الخاوية .. والجنائن الخراب! ... حقيقة الوطن حيث التفاتة من يهواه عملياً لا نظرياً .. وحيث هندسة الواقع في ثباتٍ استثنائي يجدد الثقة في الأرواح المشرئبّة صوب الحلم.. ومازلنا على مفترق ثلاثة طرق .. فريق يريد وآخر لا يريد .. وثالثٌ يريد الفوضى ولا يريد الأمان أن يرفل في هذا الوطن الممتدّ من شرفات العين لأقصى الضلوع.. وها نحن كجميع أحلامنا .. نتشاطر كوابيس لجج المنافي .. وفداحة الهلاك المتربّص بنا .. والأوجاع المُحدّقة في آمال كل شرفاتنا .. ترسم دماء أحبتنا .. وتتلو سورة الفقدان حُداءً موجعاً تذرف له الضلوع قبل المُقل. فكم سيلزمنا من شجاعةٍ مزيّفةٍ ندّعيها ونقترف بلادتها أمام أطفالنا وأهالينا ومجتمعنا ووطننا وقبل كل أولئك شهداؤنا الأبرار .. ونحن نحتفلُ بيومٍ يبكي فيه بعضنا ويتبجّحُ بنصره فئة دون أخرى!. يا قومنا: “ تعالوا إلى كلمةٍ سواء “ كونوا جميعاً هناك .. أو لا تكونوا .. فقط امنحوا هذا الوطن أول حقيقتكم الأساسية لا ثانوية أمزجتكم المتردية في مهاوي العناد والأفكار المتضادة. يجب علينا أن نمنحَ أطفالنا وذوينا في هذا الوطن الصابر الصامد كل تضحياتنا الفاضلة .. يحتمون بها من غصص النكال .. تماماً كما نتدثّر بهم ونحن نُخفي دموع القهر .. وأسئلة الفوضى .. وأجوبة المتاهة.