كلنا يبحث عن وطنٍ يغرق في تفاصيله حتى ثمالة وجدانه .. يسافر من أدناه إلى أقصاه فعن ماذا نبحث تحديداً ؟وماالذي يرجوه العابر في الحياة من وطنه ؟وما الذي يتوق له؟ ويسعى جاهداً إليه !. يبحث ويرجو ويتوق ويسعى للأمان ..نعم للأمان .. وحين يشعر بالأمان لا شيء يربكه ويعيقه عن تحقيق كل آماله وأحلامه .. إذن الوطن هو الأمان .. والأمان هو الوطن. الوطن لحنٌ بديع .. يراود في الأعماق أغنية الوصال المعتّق ..والبهجة الدائمة.. والمسافات الآمنة حيث لا وجع . الوطن مفردةٌ عابقة ..تفوح أريجاً وسُعداً وبهاءً .. وتومض دوماً كانتباذٍ حقيقيٍّ للأجمل . الأمان .. مسافة وصول لمستقبلٍ حالمٍ وعطاءٍ وافر.. الأمان كتاب أمل .. وفيروزة وجدان ..الأمان قصيدة حب .. وموسيقى حلم ..(فهل يهرب الغصن من ظلّه؟). وها أنا بين يديك يا وطني .. أُعلن تمردي على كل قوانين الحكايا الأرضية إن لم تكن منكَ وإليك .. ألتمس من عينيك طريقي ..ومن قلبك وهج أيامي .. ومن روحك ملاذي الدائم ها أنا أتمرّد للمرة الأولى على مملكة الشدو .. أُغرّد لك بعيدا عن أسراب الحمام المتعثرة في خطايا طرقاتك .. ها أنا أتمرّد على قوانين المواجيد لأمحو منها كل حرفٍ لا يليق بعظمتك التي سحقت كل بقايا الآهة المرسومة على أوجاعي حين يكون الحلم مقروناً بكَ .. والصبر مرساة أمانيك . ها أنا على مقربةٍ من نافذتك أومئ لك بكل حنيني واشواقي ..وأتوسّد رابية الحلم ..ويلتف الضجيج حولي فأبادره بتمردي الذي رفعني عاليا معك . ها أنا أرسم البداية .. لترسمني أمواجك إلى ما لانهاية .. حيث يحلو التمرد على الشمس وهي تزحف في أعيننا .. والقمر وهو يتدلى بحثا عن حكاياتنا المتواطئة مع النكال . سيدي الوطن .. هل للتمرد لغة أخرى غير تفاصيلك؟ وهل للمساءات أحلام غير آهاتك ؟ وهل للصباحات مواعيد أمنيات غير أغنياتك?. من هنا أرسم كل إشارات التمرد .. وأقتبس من حروفك أبجدية بقائي على ترنيمة الخلود .. وأتمرّد عليّ حين لا أجدني باتجاهك .. أتمرّد علينا حين لا نغرق في ينابيع الوفاء لك .. أتمرّد عليهم حين لا يفكرون بقلبك .. وحين لا يدركون نبيذ زهوك . وطني الحبيب .. هذه خطواتنا ترسم غدنا .. فكن الغد ..والحلم الذي يتمرّد على بعضه لينجو بكله . [email protected]