الصباح الذي يبزغ من رحم الحادثات.. يكفهرّ على منصة الشرود، وهي تُمعن في خراب الإنسان قبل الأوطان. والصباح الذي يشرق عنوةً ليواري سوأة تدابير فواجع الموبقات.. يقتات لمعة العيون الوجلة وهي تُفتّشُ في رماد الخطايا ما أودعتهُ الأيادي العابثة. والصباح الذي لا يُفصحُ عن خيبته علانية.. لا يُمرر جفوة الخطاب الموصدِ باللغة العارية الساقطة للتوّ من جدار الأمان. والمساء الذي لا يُبررُ غفراناً لذنبٍ تعاظم في مخيلة الأصابع.. لا يرتوي بنجمةٍ واعدة حطّت بريقها الباهت كمئذنةٍ في مجرّة الرزايا. والمساء الذي يرصدُ دهشتهُ دون عويلٍ يُمجّدُ خفقة الظنون.. لا تنطفىء نسائمه قبل غسق الشواهد العصيّة على مقابر الأحياء. والمساء الذي يقول كثيراً تحت سقف التواشيح.. لا ينأى عن محو السواعد في غفلة النهار الموبوء بلفحة الخيبة. فما الذي ينتظره المُثقل بخطيئتهِ.. والممعنُ في تناصّ أفولهِ بلوعةِ الاكتتاب العلنيّ في بورصة الاكتئاب؟!. أو ما الذي ستقوله الوشاية أكثر من رعدةٍ مؤقتة لا تشيخ في جفاف السؤال، وهو العامر دوماً في عرصات النكاية؟!. وحين تورقُ صحائف الانتظار.. يمرق النزق اليابس في نعيم الجواب وهو يتجلّى كبحيرة سرابٍ في عنفوان الصدأ.. ويجتثّ تمارين الجفون وهي تبرقُ في سُهدِ اللاجدوى. ولا فاصلة بين أنا وأنا إلا في النجوى المُكدّسة وهي تومضُ كلّ خيبةٍ واعدة في أفق صباح النفير وأحاجي الليل المرير وهما يتشكّلانِ التفاتة حلمٍ يُسمّى وطناً.